تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن النساء يشكلن مانسبته 20 في المائة من المدخنين في العالم. أما نسبة النساء في المملكة فقد تصل إلى أكثر من 6 في المائة. وتشير الأبحاث إلى أن النساء الحوامل المدخنات قد يعرضن أطفالهن للربو وضيق التنفس منذ اللحظة الأولى لولادتهم. ويذكر الدكتور فرانك جيليلاند أخصائي الطب الوقائي بجامعة جنوب كاليفورنيا أن إصابة الأطفال حديثي الولادة بضيق التنفس والربو هما بسبب تدخين الأمهات أثناء الحمل بالإضافة إلى وجود عامل وراثي. وقد قام الدكتور جيليلاند وفريقه بدراسة حالة حوالي 3000 طالب من المستوى الرابع حتى العاشر بجنوب كاليفورنيا، من حيث درجة الربو وضيق التنفس، ومتى ظهر ذلك، وحصر النساء المدخنات أثناء الحمل، وكذلك قياس ومتابعة مستوى الملوثات وخاصة الملوثات الهوائية في اثنتي عشرة منطقة بجنوب كاليفورنيا منذ عام 1993م، بالإضافة الى المشاكل الصحية المتعلقة بتلك الدراسة تمت دراسة الأمراض التنفسية لآلاف الطلاب. وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن تعرض الأطفال لدخان السجائر يحد من نمو الرئتين، ولذلك فإن النساء المدخنات يعرضن أطفالهن إلى مشكلات تتعلق بأداء الرئتين، وقد تستمر هذه المشكلات حتى سن متأخرة من حياتهم. أما دراسة جيليلاند فقد أضافت أمراً جديداً يتعلق بأثر العامل الوراثي مع التدخين أثناء الحمل على الربو. وقد قام جيليلاند وفريقه بجمع عينات من خلايا أفواه أطفال الدراسة لمعرفة مكونات الحمض النووي منقوص الأكسجين – د ن أ – (DNA) من حيث وجود المورث المسؤول عن تكوين أنزيم معين يطرد المواد المؤكسدة في التبغ ومنعها من الوصول أنسجة الرئة الغضة. واتضح للفريق الباحث أن أطفال الحوامل المدخنات اللائي لا يحملن المورث المذكور يعانين من مشكلات تتعلق بالتنفس منها تردد أكثر من ثلاثة أضعاف الأطفال على غرفة العناية المركزة أكثر من غيرهم. كما يتعرضون لضيق التنفس والربو. إن هذه الأبحاث وغيرها مؤشر إنذار للنساء المدخنات وخاصة في المملكة بأن يبتعدوا عن التدخين بجميع أنواعه وخاصة الشيشة التي تؤدي لضيق التنفس وأمراض أطفالهن التنفسية.