كثيراً ما يهمل الناس مقدم الندوة أو المحاضرات عند التخطيط لندواتهم أو مؤتمراتهم العلمية، مع أن وجوده مهم جداً لنجاح هذه الندوات أو المؤتمرات. ولا شك ان مقدم الندوة المتميز ضروري، وذلك لما يقدمه من إضاءات تكشف مزيداً من الأفكار والإشارات لأهمية الندوة أو المؤتمر العلمي. ولمقدم الندوات المتميز سمات أساسية أهمها أن يكون ذا حضور في طريقة تقديمه التي تشد انتباه الموجودين، وأن يكون حاضر البديهة، ينتقي كلماته بحرفية ووضوح وإتقان. ومن المهم أن يتميز مقدم الندوات بالانتباه واليقظة التامة لما يدور على منصة التقديم أو داخل القاعة، وأن يكون قادراً على التدخل في حالة حدوث أي فوضى أو أحاديث جانبية، بحيث يستطيع أن يتدخل بطريقة هادئة وحازمة. ومع ذلك فانه من الواجب أن لا يقاطع مقدم الندوة أحد المتحدثين، ولا يسمح لأحد بمقاطعته، وإلا فإنه يفقد السيطرة على إدارة الحوار وانسياب النقاش. وأن يكون محايداً في إدارته للنقاش، وخاصة إذا احتدم بين المتحدثين، أو بين الجمهور وأحد المتحدثين. ومن المفترض أن يكون مقدم الندوات المتميز مثقفاً ومطلعاً، ولديه خلفية واسعة من المعرفة والمهارة في إدارة الحوار والنقاش. ومن الأمور التي تحدث كثيراً في المحاضرات العامة وفي الندوات وجود بعض المحاضرين الذين يأخذون وقتاً أكثر من الوقت المخصص لهم، فمن واجبه أن يتحكم في الوقت وعليه إخبار أحد المتداخلين بتحديد الوقت وعدد الأسئلة المطروحة، وأن يستطيع حل المشكلات الطارئة خلال إدارة الندوة بحكمة وروية. ومع أن بعض مقدمي الحوار يكونون حازمين جداً، فإن المرونة مطلوبة أحياناً لرغبة الجمهور في توضيح بعض النقاط الجوهرية في الندوة أو الحوار. ولعل من أفضل السمات التي يتميز بها بعض مقدمي الندوات هي قدرتهم على استخلاص النتائج المهمة للندوة أو المحاضرة. ويكون ذلك بتلخيص ما ذكره المحاضر أو ما تركز عليه الندوة في سطور موجزة في نهاية المحاضرة أو الندوة. ومن أهم ما يجب أن يتميز به مقدم الندوات من سمات هو ما يعرف بالقبول الاجتماعي. فهناك بعض الشخصيات التي يعرف عنها عدم القبول الاجتماعي، ويعود هذا إلى عدم ارتياح الناس لهم، لما يتميزون به من غرور أو سيطرة ودكتاتورية في إدارة الحوار. ولعل أهم سمة لمقدم الندوات المتميز أن يكون متواضعاً يستطيع أن يجمع القلوب، ويوحّد الآراء أو يقارب ما بينها، وأن يكون محبوباً من أغلبية الجمهور... فهل ينطبق ذلك على جميع مقدمي الندوات والمحاضرات؟!
مشاركة :