مصر: من السارق؟.. انتبهوا لغضب المحبين | شريف قنديل

  • 12/2/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

دعك من شهداء يناير وفبراير ويوليو وأغسطس، ليس في ميدان التحرير فقط، وإنما في كل الميادين، بدءاً بالاتحادية ونهاية بعبدالمنعم رياض، ومروراً بالأربعين والقائد إبراهيم. لقد صدر الحكم، وتم تبرئة النظام الأسبق؛ وسط غضب البعض حد النقمة والتحوّل، وفرح البعض حد الرقص أمام مستشفى المعادي! لكن أبداً ليس من العادي ولا المنطقي ولا المقبول أن يصر بعض الفرحين والمغتبطين بالبراءة؛ على الترشُّح في الانتخابات البرلمانية أو المحلية أو حتى القروية. ففي مصر شهداء آخرون، وضحايا صامتون، ليس لثورة يناير أو يونيو، وإنما لثلاثين عاماً من الإهمال حدّ الموت! إن أحداً في مصر -سواء من المؤيدين لثورة يناير، أو الذين خرجوا للتأييد في 30 يونيو- لا يمكن أن يغفل السؤال الذي بات قاسماً مشتركاً لمعظم الكُتّاب والمفكِّرين: من القاتل؟! هذا عن قتلة الثوار في 25 يناير، فماذا عن قتلة المساكين والفقراء -بل والأثرياء أيضاً- بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي الناتج في معظمه من المياه الملوثة؟! ماذا عن ضحايا الطرق المنهارة؛ والجسور المفككة، التي وصلت بمصر إلى صدارة الدول الأكثر حوادث على مستوى العالم؟! ماذا عن الشهداء الذين قتلتهم الفاقة، رغم البهرجة الخارجية والحفلات الأسطورية تحت سفح الهرم؟! وبعيداً عن القتل والقتلة والقاتل.. وبعيداً عما جرى في التحرير وماسبيرو وكل الميادين.. وبعيداً عن ثورة يناير كلها، يسأل المصريون والعرب والأجانب؛ وفي مقدمتهم "كاثرين آشتون" المفوّضة العليا للاتحاد الأوروبي؛ عن مصير 5 تريليون دولار من أموال المصريين؟! وتقول آشتون: إن المبالغ المسروقة في تلك الحقبة الغابرة -التي نرجو الله ألا يعيدها- كانت تكفي لمساعدة ربع الدول الأوروبية، وهو مبلغ كان يكفي لتحويل مصر إلى دولة أوروبية متقدمة! لكن –والحديث لي- مازال البعض يريد أن تعود تلك الأيام، ومازال السباق لدخول البرلمان على أشدّه، وما أدراك ما البرلمان الذي يراه البعض "برطمان" لتخليل الأموال المنهوبة تحسباً للإعادة! وفي الإعادة إفادة: (من السارق؟!) إذا كان هؤلاء جميعاً لم تتلوث أيديهم بجنيه واحد من أموال الدولة، فمن الذي أخذها؟! تقول السيدة آشتون وهي مازالت حية، ويمكن استدعائها للشهادة: "لقد تعرَّضت مصر لما يفوق الخيال في الاحتيال والسرقات؛ وتجريف الثروات المادية والطبيعية، حتى أن "الفايكنج" وهم أشرس الغزاة الذين شهدهم التاريخ البشري في أوروبا، ما كانوا سيتمكّنون من سرقة موارد مصر مثلما فعل أركان النظام الأسبق. "روز اليوسف 11/1/2012م". إن مصر لا تتحمل المزيد من الاضطرابات، ولكن وبموضوعية تامة تنبع من خوف حقيقي على وطن من أجمل الأوطان: هل فعلنا أو بدأنا نفعل ما يُخمد الغضب أو حتَّى العَتَب في نفوس الشباب الذين يُمثِّلون أكثر من 60% من شعب مصر؟! نعم قد ننجح في احتواء مظاهر الغضب، وقد ننجح بعون الله في مواجهة ومحاصرة ووأد الإرهاب، لكن من يُخمد الغَضَب والعَتَب في نفوس المُحبِّين لمصر جديدة؛ قوية وفاعلة وحاضرة في محيطها العربي، ودورها العالمي؟!. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :