أبداً ليس في المطار.. بل في قلب مصر وفي كل مدار.. وأبداً لم تكن مجرد التفاتة أو لفتة، وإنما هي إحساس ويقين وانصهار! في ضوء ذلك، وبعيداً عن الشكليات والكلمات والشعارات، وحتى يكون الجميع على قدر المسؤولية الوطنية والعربية والإسلامية، لابد من إعادة النظر والدراسة؛ والبحث والتأمل في النداء الأول الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ الذي دعا فيه للحوار بين الجميع باستثناء من لوّثت أياديهم بالدم. إنه الحوار العاقل والواعي والبنّاء، الذي يبتعد عن الغطرسة والأنانية والإقصاء.. إنه الحوار الذي يتجاوز المظهرية والصور التذكارية والفلاشات، إلى مشهد مصري أصيل ومسؤول. ويُخطئ مَن يظن أن مِصر يمكن أن تنهض من كبوتها وتقف على قدميها دون أن تلتئم.. يُخطئ كذلك من يظن أنها التأمت، وأن كل جراحها ضمّدت، وكل بيوتها أُضيئت بأنوار الحب والتسامح، والتصالح والصفح الجميل. في مصر وحتى كتابة هذه السطور، مازال الخلاف يدب في المدينة الواحدة، وفي الشارع الواحد، وفي العمارة الواحدة، وفي البيت الواحد، بل وفي الحجرة الواحدة! دعك من إعلام الظلام الذي يُحاول أن يزيدها ظلمة، فيسعى لحجب الحقائق الكاملة.. ودعك من إعلام الفتنة الذي لا يستهدف مصر بقدر ما يستهدف العتمة! مصر الآن تحتاج إلى سلام والتئام، وليس إلى مجرد هتافات ورقص وكلام. مصر تحتاج لمد اليد بالحب الذي يملأ القلب.. بالصفح الجميل والعفو الأجمل.. في القلوب، وليس في منصات القضاء. مصر تحتاج مليارات نعم، ولمشروعات نعم، ولصفقات واتفاقيات نعم.. لكن الأهم من ذلك كله أن تُعلي كل الأطراف قيمة الإنسان، وقِيَم الحُب والتسامح والتصالح، والانصهار والانسجام! دم المسلم حرام.. هذه بديهية بل قاعدة شرعية.. والمهم الآن أن نُحدِّد مَن هو أو مَن هُم الساعون للسلام والوئام، ومن هم المُتمسِّكون بالعمل في الظلام. الشهداء الذين سقطوا من كل الأطراف ومن كل الشرائح والأطياف، بمَن فيهم جنود الجيش والشرطة يشهدون عليكم الآن.. على الجميع دون استثناء.. إنهم يسألونكم: هل ذهبت دماؤنا هباء أم فداء؟ هل قدمناها كي نجلب لمصر الطهارة والنقاء.. أم لكي تكتبون عليها المهانة والذل والشقاء؟! الخائفون من الحوار الشامل هم الدمار الشامل وهم الغدر والمكر الكامل. المترددون في لمِّ الشمل هم الساعون لمصر أخرى.. بهوية أخرى وثقافة أخرى وأخلاق أخرى. في منتصف المسافة بين الأشقاء المختلفين ستجد مَن يُشعلون النار ومن فاتهم القطار! في منتصف المسافة ستجد من يُردِّدون: الثأر الثأر.. الثأر ممّن؟ الثأر لمَن؟! للشهداء؟! شهداء من الذين سقطوا من أجل من؟! لمصر الحب والإخاء والإباء؟ أم لمصر التشفي والخصام والانتقام؟! sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :