قرأ بعض الإخوة عدة مقالات تحمل ثناءً عاطراً على معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السابق ذكروا فيها بعض ما يتمتع به من خصال إدارية وأخلاقية ،وقد جمعني ببعضهم مجلس كريم فسألني بعض من في المجلس عن رأيي فيما كُتب ورأيي في معالي الدكتور خالد العنقري .. فقلت لهم : بكل صدق أعتبر أن ما قيل وكُتب لم يوفِه حقه أو حتى بعضاً من حقه ،وسوف أروي لكم بعض المواقف التي عايشتها: ١- كان معاليه يستقبل يومياً أعداداً كبيرة من المراجعين ، وكان بعضهم يلحون على قضاء حاجاتهم ، وكان يستمع لهم بصدر رحب ولا تؤثر أقوالهم ولا تصرفاتهم على الشرح الذي يسطره على طلباتهم مظهراً التسامح وعدم التأثر مقدراً أن صاحب الحاجة يسعى لقضائها ولا ينظر إلى شيء غير ذلك ولا يلتمس عذراً للمسؤول الذي أمامه وكان معاليه بحكم خبرته ودرايته وحسن خلقه يستطيع إرضاء المراجعين وقضاء حوائجهم . ٢- كان من صفات معاليه الادارية أنه يسعى بجلد وصبر الى تذليل أي عقبات أمام مراجعي الوزارة وتوجيه مرؤوسيه في الوزارة على إيجاد المخارج لأي معضلة تحول دون تحقيق طلب تقدم به صاحبه إلى مكتبه من التماس أي مادة في النظام تساعد على قضاء تلك الحاجة وكان معاليه يتفحص المعاملة فلا يوجه إلا بعد التأكد من أن المعاملة لا تحمل ظلماً او استثناء لأحد دون الآخر وكان يتابع المعاملات حتى في السيارة ،وكنت أقدم له المعاملات في التنقلات الداخلية بالسيارة حتى لا يتأخر عن العمل . ٣- لم يحصل أن رأيتُ معاليه وقد رفع صوته على مراجع أو توتر أو أبدى غضباً أو تذمراً من إلحاح مُلح ،وحتى عندما يحاول بعض موظفي المكتب أو الوزارة تنبيه المراجع فإن معاليه يتدخل ويطلب منهم إعطاء المراجع فرصة حتى يقول ما في صدره مجيداً الإصغاء لما يقوله . ٤- يقوم بعض المراجعين بطرق باب داره في ساعة راحته أو أيام إجازته وأكون صدفة موجوداً معه فلم ألحظ أي مرة أنه تضجر بل يكرم الزائر لداره كل الإكرام وكأنه صديق له من سنوات أو قريب له ، وكان كلما تكلم الزائر قال له «ابشر» إن شاء الله ،الله يحلها . ٥- كان إذا همَّ في زيارة لأي مشروع يحصل على دراسة جميع المعلومات المتصلة بذلك المشروع في مكتبه وحتى في الطائرة يُكمل دراسة وقراءة المشروع حتى يكون مُلماً بجميع تفاصيله ويستطيع مناقشة القائمين والمنفذين للمشروع في كل صغيرة وكبيرة . ٦- كان معاليه يُحب الصدق وكان يُطبق في سلوكه مضمون الأثر النبوي الشريف (المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له صَدق) ولكنه يقف موقفاً قوياً في حال اكتشاف أن من وثق به وصدقه قد قدم له معلومات غير صحيحة . ٧ - كان لا يُحبذ الاستثناء من النظام ولكن إذا دعت الضرورة والحاجة إلى وجود حالة استثناء في أي أمر من الأمور فإن معاليه يُطبق ذلك الاستثناء على جميع الحالات المماثلة حتى يحقق العدالة مع الجميع . ٨- كان تعامله مع الإدارات الحكومية الأخرى يتسم بالخبرة والصبر وإذا حضر اجتماعاً فيه وزارات أخرى واحتدم النقاش وامتد الخلاف حول نقاط معينة فإنه يجيد تهدئة الأمور واعادتها الى مسارها الصحيح . هذه بعض الصفات التي لمستها في معالي الدكتور خالد العنقري ونسأل الله له التوفيق في حياته الجديدة كما نسأله سبحانه أن يوفق معالي الوزير الجديد د. خالد السبتي ليكمل مسيرة النجاح لهذه الوزارة المهمة . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :