الاستثمار في الدماء والأمراض؟! | إبراهيم معتوق عساس

  • 10/19/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بعد أن قتلت عشرات الملايين من الأوروبيين وغيرهم وبعد أن افاقت دول العالم الصناعي من تواجع ودمار تلك الحرب ونشطت في تصنيع أسلحة متطورة فتاكة تكدست فيها مستودعات مصانعها ولكي تبني اقتصادها من جديد وتتجاوز الكساد فيه وفي تجار السلاح عملت الدول الصناعية الكبرى على اشعال الفتن والحروب في دول العالم الثالث غير مبالية بكون ثرائها وانتعاش اقتصادها يقوم على دماء الشعوب التي زرعت فيها الفتن والحروب ،وكلما زاد انتاج مصانعها الحربية وتطورت اسلحتها الفتاكة بحثت تلك الدول عن سوق تروج فيه لصناعتها القاتلة ، فلم يبقَ جزء من العالم الثالث الا وأشعلت فيه حرباً أو فتنة إما بين دول مجاورة أو حروب اهلية او فتن كقطع الليل المظلم وقد أدت هذه السياسات المجرمة للدول الكبرى بما لا يقل عن مئة مليون ضحية لاسيما في كل من قارتي آسيا وأفريقيا بل ان العالم الصناعي يستفيد من الأوضاع حتى بعد انتهاء حرب أو فتنة فتجده يسارع الى عرض أسلحة جديدة متطورة لتعويض تلك الدول البائسة عن ما دمر من أسلحتها ، فإن كانت قادرة على الدفع وإلا سُجلت أثمان الاسلحة ديوناً عليها تخنقها وتخنق اقتصادها وشعوبها أمد الدهر كما أنها تستفيد من اعادة تأهيل المدن المدمرة عن طريق شركاتها بما يُسمى سمى «إعادة إعمار لمناطق الدمار» التي كانوا وراء ما حصل فيها من تدمير وقتل ، ومما يؤسف له كثيراً أن معظم المناطق والدول المستهدفة بإشعال الفتن والحروب هي دول عربية واسلامية لاتعاني من ضعف أو قلة في عدد سكانها ،ولكنها غُثاء كغثاء السيل ، وكان من أسباب الفتن التي أشعلتها الدول الكبرى إشعال نيران الخلافات المذهبية بين أبناء الامة الاسلامية وجعلهم يحيون خلافات مر عليها أكثر من ألف عام ليعودوا للاحتراب حولها وكل فريق يدعي ان الحق معه وأنه لا تفاهم أبداً مع الفريق الاخر حتى قال الفريقان كلُ عن الآخر ان خصومهم اسوأ من الأعداء من غير المسلمين ، وهذه الفتن النائمة عبر القرون أيقظها أعداء المسلمين خلال العقدين الأخيرين حتى لم تكن متداولة من الشعوب الاسلامية وعاشت تلك الشعوب سنوات طويلة وكان بينهم مصاهرة وقربة تجاوزت الطائفية ..فجاء أعوان ابليس اللعين وأيقظوا الفتنة النائمة عليهم لعنة الله والناس أجمعين، وليس الأمر فقط حروباً وفتناً بل ان مراكز البحث العلمية تتحدث بين حين وآخر عن قيام مختبرات في العالم الصناعي بتصنيع فيروسات وأمراض قاتلة تُنشر في العالم الثالث لتفتك بأعداد من ابنائه ثم يعقب ذلك المناداة بتوفير تطعيمات لتلك الامراض تكون مصانع الدول الكبرى قد وفرتها وخزنتها قبل نشر الفايروس ،وتستفيد من بيع اللقاحات بما يعادل مئات البلايين من الدولارات واليوروهات ،وهكذا بنت الدول الكبرى تنميتها على حساب دماء ومقدرات ومستقبل وحاضر الشعوب مستغلة ضعف وخنوع وخيانة بعض أبنائها لمصلحة الدول الكبرى التي تزعم انها ترعى حقوق الانسان وهي ترعى تلك الحقوق بالنسبة لشعوبها فقط أما شعوب العالم الثالث فلا حقوق لها ولا كرامة ولا قيمة .. إنا لله وإنا اليه راجعون . assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :