الخطبة النبوية العصماء في حجة الوداع | إبراهيم معتوق عساس

  • 9/20/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر موسم الحج تجمعًا إسلاميًا عظيمًا؛ تتساوَى فيهِ الأُمم في لِبَاسها وأعمالها، ونواياها وقلوبها، كل هذه الأشياء تتجه في خشوع إلى الواحد الأحد الفرد الصمد، وليشعر فيه المسلم أنَّه قد تساوى مع أخيه المسلم في الآمال والتطلعات إلى ما عند الله، وهو خيرٌ وأبقى، ترتفع الأكف والنظرات، وتُسبِّح الألسن بمختلف اللغات، فيسمعها الرب العظيم فيقول وقد نزل عزّوجلّ إلى السماء الدنيا مباهيًا ملائكته بهذه الجموع الغفيرة، التي جاءت تلبيةً لدعوته الكريمة: «انظروا إلى عبادي قد جاءوني شعثًا غبرًا يسألونني الرحمة، يخافون عذابي، أُشهدكم أنَّني قد غفرت لهم»، وفي حجّة الوداع وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب خطبته البليغة قائلا للمؤمنين: «إن أموالكم ونساءكم حرامٌ عليكم كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»، ويُوصي بالنساء خيرًا، ويُوصي بالمؤمنين خيرًا ويسألهم إن كان قد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة، فيقولون: بلى يا رسول الله، لقد أدّيت الأمانة وبلّغت الرسالة، ويرفع صلى الله عليه وسلم عينيه للسماء، ويُشير بإصبعه ويقول ثلاثًا: اللهم فاشهد، ويُصلي بالمؤمنين جمعًا، وينطلق الموكب المهيب إلى موقع من جبل عرفة، ويقف صلى لله عليه وسلم على ناقته القصواء، ويرفع كفيه الشريفين إلى السماء، ويدعو ويدعو حتى تغيب الشمس، دعاء مؤمن طامع فيما عند الله من خير كثير، وبهذه المناسبة العظيمة، فإن من أوجب الواجبات علينا جميعًا الإخلاص والتفاني في خدمة هؤلاء الضيوف الكرام، لأنهم ضيوف الرحمن، كما أنهم ضيوفنا نحنُ سُكّان البلد الحرام، وفي هذه الأيام يجدر بالمؤمنين أن يكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فعلى المسلمين أن يعلموا أنهم في هذا الموقف سيكونون مشمولين بإذن الله بالرضا والقبول، فعليهم أن يدعوا لأنفسهم ولأبنائهم ولأوطانهم بالخير، وأن يدعوا الله عزوجل أن ينصر المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم. وبهذه المناسبة وقد اكتملت الاستعدادت من قِبَل جميع الإدارات والجهات العاملة في خدمة الحجيج، فإن جميع الحجاج سيجدون هذا العام تقدمًا كبيرًا من حيث الخدمات التي سخرتها هذه الدولة بقيادة الملك سلمان وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، وبمتابعة شخصية من أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، فما على الحجاج إلا أن يتجهوا في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة مُلبِّين دعوة الله التي أمر بها سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، عندما أمرالله عزوجل سيّدنا إبراهيم بأن يُؤذِّن في الناس بالحج، ليأتي ضيوف الرحمن من كل فجٍ عميق مُهللين ومُكبِّرين الله في أيام معدودات. وتلك أبيات جميلة.. حيث حج «الحسن بن هاني» فأشعر قائلا: لبيك إن الحمد لك.. والملك لا شريك لك يا جاهلا ما أغفلك.. بادر وعجل أجلك واختم بخير عملك.. لبيك إن الحمد لك. assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :