خطيب جامع الخير يحذر من تعكير صفو الجو الانتخابي في البلاد

  • 11/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة إن الله تعالى أنزل آيات محكمات لتعزيز الأخوة الإيمانية، ويبين ما يفسد المحبة القائمة بينهم، وينهى عن كل ما يعوق تلك الأخوة والمحبة، فجاءت سورة الحجرات للتحذير من مسالك السوء ونقل الأخبار الكاذبة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، والفاسق هو الذي ينقل الإشاعات، ونشر الأخبار الكاذبة، ويمشي في الناس بالنميمة للتفريق بينهم، وقوله تعالى (فتبينوا) أي تأكدوا وتثبتوا من أجل إبقاء الأخوة والعلاقة، ولهذا قال: (أن تُصِيبُوا قَوْما بِجَهَالَةٍ) أي تصيبوا تلك العلاقة والإخوة والمحبة بجهلكم وتسرعكم (فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وحينها لا ينفع الندم، فالقلوب قد تدابرت، والنفوس قد تنافرت، والصدور قد تباغضت، لذا قال: على ما فعلتم نادمين. إن من الأمور التي نهى الله عنها هي السخرية بكل وجوهها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرا مِنْهُنَّ)، فالسخرية والاستهزاء والهمز واللمز وغيرها من صفات استصغار الناس تسبب التباغض والتباعد مع أن قدر الإنسان عند الله تعالى عظيم، فلا يجوز انتهاكها أو انتقاصها أو النيل منها، وما يحرم على الرجال يحرم على النساء كذلك، لذا قال تعالى: (لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ)، (وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ) ، وقد يكون المسخور منه خيراً من الساخر، وقد حذر تبارك وتعالى كذلك مما هو أدنى من السخرية فعلا، وهي اللمز والتنابز، فقال تعالى: (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ)، مثل وصف البخيل والجاهل والغبي وغيرها، (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ)، والفسوق هو الخروج عن طاعة الله بعد الإيمان، لذا ختم تعالى الآية:(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ). ومن الأمور التي حذر منها المولى تبارك وتعالى والتي تؤثر وبشكل كبير في العلاقات الأخوية ظن السوء بالأخرين، لذا حذر تعالى من الاقتراب من سوء الظن وظن السوء، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، وقد حذر تعالى كذلك من التجسس وتتبع أخبار الناس في بيوتهم وأعمالهم ومجالسهم، فقال تعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا)، ثم قال: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً)، وهذه جميعها من أسباب القطيعة والتنافر بين الإخوان. لقد جاءت تلك التحذيرات جميعها من أجل وحدة الصف والموقف، فالمؤمنون جميعهم إخوة، وهم (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) كما صح عن رسول الله، لذا قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فخاطب الناس جميعاً لأنهم من خلق واحد، آدم وحواء، ذكر وأنثى، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). ونحن نعيش الانتخابات وفصول من المشروع الإصلاحي فإن من الواجب والمسؤولية التحلي بالأخلاق الحميدة، وعدم نشر الأكاذيب والإشاعات، والحذر من وسائل التواصل الاجتماعي فقد شهدت في المرحلة الماضية محاولات بائسة للتدخل في الشأن الداخلي من دول ومنظمات إرهابية، لذا عليكم بالحذر واليقظة وعدم الانجرار خلف الممارسات التي تتعارض مع ديننا الحنيف وعاداتنا العربية الأصيلة.

مشاركة :