يتداول المجتمع السعودي وبكثرة قضية إغلاق الأعمال التجارية في التاسعة مساءً. وجاءت مساحات النقاش عبر الكتابة والحوار الفضائي والحوار الاجتماعي. ولم يصل المجتمع في حواراته هل المقصود بالأعمال التجارية الدكاكين أم هو العمل التجاري بأوجهه الكثيرة مثل المكاتب وإدارات القطاع الخاص. قد لا يلاحظ البعض أننا في المجتمع الخليجي نمارس أعمالنا بطريقة عجيبة للغاية.. فعندما يكون رب العمل في قمة نشاطه.. حيث لا يأتي إلا متأخراً ساعات عن موعد بدء العمل.. وعند ذاك يكون الموظفون استهلكوا نصف - أو كلّ - طاقتهم العملية. سمعتُ عن رؤساء لا يأتون إلى مكاتبهم إلا بعد صلاة الظهر.. وربما عذرهم أنهم مشغولون في أعمال خارج المكتب، ولمصلحة العمل.. لكن الموظف في الخط الثاني أو الثالث يكون قد بدأ عليه الإعياء.. لاسيما إذا علم أنه لن يترك العمل قبل رئيسه، حتى لو بقي الأخير إلى الساعة الرابعة عصراً. قُدّر لي أن أرتبط بعلاقة عمل مع شخصية كان يريد مني ترجمة مادة طويلة.. قابلته واستلمت المادة.. وتحدثنا قليلاً.. واستأذنت قائلاً له إنني قد أحتاج إلى زيارته مرة أو مرتين، أو محادثته هاتفياً.. فأبدى الرجل استعداده وغادرتُ المكتب. لحق بي السكرتير وقال: يا أخ عبدالعزيز.. حاول ألا تتصل قبل الساعة السابعة.. قلت له: إن شاء الله سوف لا أفعل.. فما من أحد يتصل بآخر قبل الساعة السابعة.. إلا في حالة طوارئ.. ابتسم السكرتير وقال: قصدي السابعة مساءً.. فصاحب العمل قلّ أن يصحو قبل المغيب. وهكذا.. "معزبي" في قمة نشاطه..!! وأنا في قمة الإعياء..! لأنني في نهاية يوم عمل. لا شيء يتم دون تعب.. إلا الفقر..! (مثل إنجليزي). لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :