نبايعك ومن ارتضيت | نبيلة حسني محجوب

  • 1/28/2015
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

منذ وعيت وجودي، وعيت اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أميراً للرياض، ومنذ ذلك الوعي، وعيت أيضاً أن الرياض تحولت على يديه الى مدينة عصرية، تزخر بالمؤسسات الثقافية والصحفية الكبرى، والمولات والمباني وناطحات السحاب كما يقولون ورغم الحزن الذي اجتاح قلوبنا، لفراق الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي أكرمه الله بحسن الخاتمة، ومحبة ملأت القلوب، ليس فقط داخل الوطن بل في أرجاء العالمين العربي والاسلامي، الا أن استقبال بيان تولي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في تلك اللحظات الحرجة والمتوترة، بسط مشاعر الأمان والاطمئنان ولجم صهيل الحزن قليلاً. رأيته يحفظه الله وسط جموع المشيعين لجثمان أخيه الراحل، والحزن يكسو وجهه، لا أثر لوهج الفرح، فعرش المُلك في وعي أبناء عبد العزيز تكليف ومسؤولية جسيمة يحملونها على ظهورهم، وهم ينزلون جثمان أحبتهم في قبورهم، مسؤولية لا بد أن تبدأ فورا ودون تردد أو تأجيل، لأن هذا هو سبيل التماسك وسد ثغرات الفراغ السياسي الذي يحدث عادة عندما يخلو كرسي العرش من صاحبه، فلا شئ يدوم على حال ( لا دائم الا الله )، لذلك صدور بيان الملك وولاية العهد وولاية ولاية العهد بعد بيان النعي كأمر قاطع وحاسم، قطع الطريق على التأويلات والشائعات، التي تنتشر في مثل تلك الظروف التي مرت بها بلادنا الحبيبة، وفقدنا فيها محبوب الشعب عبدالله بن عبد العزيز رحمة الله عليه. وعندما أتطلع الى السيرة العطرة للملك الذي نبايع، ونبايع كل من ارتضى واختار، أشعر بالأمان فالمرأة في أي مكان في العالم تحلم بالأمن والأمان ومستقبل يواكب العصر لأن تطلعات المرأة تتجاوز حياتها، وقد ارتضت بها لكنها تبحث أو تحلم دائما بمستقبل آمن لأسرتها وأبنائها وبناتها، فالملك سلمان استقر أميراً لمدينة الرياض على مدى " 60 " عاماً، بالطبع ليس هذا السبب الوحيد لتحول الرياض الى مدينة عصرية تنافس عواصم العالم العربي، بل هو أحد الأسباب، فسلمان بشخصيته المعرفية، وحكمته في التعاطي مع الأحداث، واهتماماته الثقافية والتاريخية، وعلاقته الحميمة بالمثقفين والصحفيين، كل ذلك ساهم في وصول مدينة الرياض الى هذا الشكل العصري، بما فيها من منارات ثقافية وتاريخية، كدارة الملك عبد العزيز عام 1972م أنشئت برعاية الأمير سلمان في ذلك الوقت، لخدمة تاريخ وجغرافية وأدب وتراث الجزيرة العربية والدولة السعودية على وجه الخصوص، وهو أيضاً رئيس فخري لمؤسسة حمد الجاسر التاريخية، وهي معلومات معروفة وموجودة على الانترنت، ولا أريد أن أتوقف كثيراً عندها رغم أهميتها لمعرفة فكر وشخصية الملك الذي نبايعه، ولكننا نعرفه حق المعرفة بثقافته وعشقه للتاريخ ومتابعته لما ينشر خصوصاً فيما يخص تاريخ الجزيرة العربية، فنحن نبايع ملكاً لديه حنكة سياسية ومعرفة تاريخية عميقة وبعد ثقافي وفن إداري، شاهدنا كل ذلك في النموذج ( مدينة الرياض ) التي تعد من أجمل العواصم العربية، التي تحولت الى أعجوبة وسط الصحراء بمبانيها وشوارعها الفسيحة ومنجزاتها الحضارية العديدة التي جعلت منها قبلة المؤتمرات والملتقيات الكبرى ، وتحولت مدينة الرياض الى مدينة نابضة بالحياة والحركة الثقافية والأدبية، ووضِعت الحلول لمعظم قضايا الأمة العربية والإسلامية على أرض الرياض العاصمة التي أصبح يضرب بها المثل في الجمال والنظام والتميز سواء في خدماتها الادارية أو الفندقية وهي تضم الوزارات والسفارات والجامعات وجامعة الأميرة نورة التي أصبحت معلماً علمياً حضارياً من معالم مدينة الرياض بفضل حنكة وإدارة أميرها في ذلك الحين سلمان بن عبد العزيز، وأنتظر أن تتحول كل المدن والقرى الى هذا الشكل العصري، في هذا العهد الميمون. نبايعهم ونحن نتطلع الى نقلة حضارية تقضى على مشكلات البيروقراطية والتطرف، وتوفير كل الوسائل للقضاء على الفساد، في كل مكان يوجد الصالح والطالح، وفي كل نفس بشرية يوجد الخير والشر، ولكن البيئة الاجتماعية والإدارية يمكن أن تكون أرضا خصبة تستنبت الخير وتقتلع جذور الشر كلما تسللت تنمو في حقل من حقول الخدمات والمصالح التي تقدم للمواطن تلك القدرة والارادة يملكها الرجل الأول الذي أصبح ملكاً للمملكة العربية السعودية في هذه المرحلة التي تواجه فيها كل قيادات العالم مختلف التحديات، من الفقر والبطالة والمرض الى الفساد والارهاب الذي يحتاج الى يد من حديد توقف تمدده وتقتلعه من جذوره. الجوانب التي يمكن التطرق اليها والتركيز عليها في شخصية الملك سلمان عديدة، فهو المثقف المهتم بالتاريخ والتراث، وهو القوي الأمين الذي نبايعه على السمع والطاعة، ونبايع من ارتضى في ولاية عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد. nabilamahjoob@yahoo.com

مشاركة :