د.مجدي بدران يكتب: وبأحتاج لك وتحتاج لى

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإنسان كائن إجتماعى ، من الأفضل ألا يعيش بمفرده ، فلا بد من وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية المحيطة بالفرد ، توفر له الألفة ،والمودة ،و الحب ،و الرعاية و الفضفضة ،للتخلص من المشاعر السلبية . تنظم العواطف سلوك البشر والتفاعلات الإجتماعية ، و تبادل العواطف سمة أساسية للتفاعل البشري . تؤثر العلاقات الاجتماعية بصور ايجابيه على الصحة النفسية ، و السلوك الصحي، والصحة البدنية . تظهر هذه المزايا بوضوح في مرحلة الطفولة ، لكنها لا تختقى .تهدد العلاقات الإجتماعية المتوترة الصحة العامة ، وتضر بالمناعه .الذين يتمتعون بعلاقات طيبة سواء كانت عائلية،أو مع الأصدقاء، أو مع الجيران، ينعمون بحياة أكثر سعادة، ويعانون بشكل أقل من المشكلات الصحية، ويعيشون لأعمار أطول. يزيد غياب الدعم النفسى من معدلات الحساسية ، ويقلل المناعة .الشحن العاطفى للطفل أكثر أهمية من الغذاء نفسه ، و الحضن الدافئ أرخص دواء لعلاج قلق الأطفال . يفاقم الكبت العاطفى ربو الأطفال . تحتاج الطفولة السوية بيئة ثرية بالحنان ،و الدعم العاطفى للأطفال . غياب الدعم العاطفى للأطفال يعنى إضطراب المناعة ،و التمثيل الغذائى ،و النمو النفسى ، و النمو البدنى . الدعم النفسى هام لنمو ومناعة الطفل ،خاصة ذوى الإحتياجات الخاصة، فهو يرفع مناعتهم ، ويقلل من توترهم ، و يحسن الذكاء و التحصيل الدراسى .يحسن الدعم العاطفى الحالة النفسية، و يقلل من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الصحية ،كالعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج ،أو تناول المخدرات أو الكحوليات . يقلل الدعم النفسى فى البالغين من أمراض القلب ،و الأوعية الدموية .من يوفر الدعم ؟ يستطيع ذلك أفراد العائلة ، و الجيران ،و بعض الشخصيات النافذة المؤثرة كالمدراء ،أو القائمين على الرعاية ، أو التعليم ، أو الأصدقاء الأسوياء . كل هؤلاء يفيدون فى التشجيع على إتباع سلوكيات صحية مثل تناول وجبات صحية و الحفاظ على نمط نوم جيد و ممارسة الرياضة بشكل جيد ، و المساعدة فى التخفيف من وطأة الأحداث السلبية. يحتاج أطفال اليوم إلى الشعور بحضور حقيقى للأم والأب فى حياتهم . وجود الأم فى حياة الطفل هام جدا للثبات العاطفي ، و التناغم ، والتفاعل مع البيئة المحيطة ، والشعور بالأمان في عالم اليوم و إستتباب المناعه . كلما زاد حضور الأم فى حياة الطفل كلما زاد إقباله على الحياة . حتى الأطفال حديثي الولادة يجيدون ترجمة مشاعر الأم ، غياب التواصل بين الأم والرضيع يبطئ تطوره ، و يؤخر إستكشافه البيئة المحيطة . أننا نعيش على التواصل العاطفي ، وأقوى إتصال عاطفى هو إتصال الأم بأبنائها ، الألفة العاطفية مع الأم مطمئنة للنفس ،و تقلل من التوتر ، و بالتالى ترفع المناعة. الرضع بدءا من عمر أربع شهور يستاءون من عبوس أمهاتهم أكثر بكثير من شعورهم بغياب الام . الأطفال الصغار يعتمدون على التعبيرات العاطفية للأبوين قبل الاقتراب أو من الانسحاب من كل المحفزات البيئية . قبول الجنين هام جدا لحياته ، و من الأهمية تقبل الحمل ، و عدم التفكير فى الإجهاض إلا بأوامر الأطباء . الجنين يشعر بالحب فينمو ويكبر ، أما الجنين المحروم من الحب تغمره كيمياء الغضب من الأم ، مثل جنين السفاح فيقل نموه ، ولربما مات فى المهد . بتر الأمومة من أقسى أنواع البتر ، و هو أم تختفى من حياة طفلها بالرغم من كونها حية .وجاءت شبكات التواصل اللا إجتماعى ، و أصبحنا يمكننا قضاء ساعات في الدردشة مع شخص لا نعرفه ، ولكن لا نستطيع قضاء عدة دقائق في التحدث وجهًا لوجه مع أقرب الناس لنا . إستخدام التليفزيون و الكومبيوتر كجليسة أطفال يحرم الأطفال من نبع الأمومة الحانية ، و إنشغال الأم وأطفالها بالتواصل الإليكترونى مع الأخرين يزيد من إغتراب أفراد الاسرة داخل بيوتهم ، و يقلل من مناعتهم .ولا غرابة فى أن الأمومة الغائبة تسبب التوتر و الكبت العاطفى و الأزمات التنفسية ، و زيادة شدة نوبات الربو المتكررة التى يعانى منها الأطفال المصابون بحساسية الصدر .يسبب التوتر زيادة كيمياء الغضب ، وهذه تزيد الحساسية سواء كانت جلدية أو أنفيه أو صدرية أو حساسية العين أو حساسية عصبية . غياب الأب بسبب الطلاق أو الهروب ، له عواقب وخيمة على الصحة النفسية للأطفال ،أكثر من وفاة الأب نفسه . تتضاعف معدلات الحساسية الجلدية ثلاث مرات فى أطفال المطلقين ، مع زيادة فى فترات المرض وحدة الأعراض ، و زيادة فى الإنفاق على العلاج ، و زيادة فى الغياب عن الدراسة و غياب الأم عن العمل . فمثلًا الطفل المصاب بحساسية الصدر يعانى أكثر من ضيق النفس و الكحة خاصة ليلًا أو مع المجهود ، والميل للتعب والنعاس و العصبية .الأمراض المزمنة تؤدي إلى الشعور بالوحدة و العزلة خاصة مع تقدم العمر ، و تدنى العلاقات الاجتماعية للمسنين له تأثيرات خطيرة على الحاله الصحية و تزيد من إحتمالات الإصابة بالسرطانات ، لذا يجب توسيع الدائرة الاجتماعية للمسنين للحدّ من الإجهاد و الإكتئاب الذي يسببه تشخيص الأمراض المزمنة لديهم .تسبب العزلة الإجتماعية الإكتئاب ،وتجلب الأمراض ، و تزيد من معدلات الوفاة . تستخدم العزلة الإجتماعية فى السجناء و أسرى الحروب للتعذيب و العقاب. البالغون الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، ويعانون من العزلة الاجتماعية لديهم خطر الموت ضعفى أقرانهم الأكثر إرتباطا اجتماعيا. د. مجدى بدران

مشاركة :