صباح الحرف («الإدراك» العربي)

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قلة من العرب تدرك اليوم أن المضي قدما في الاستقرار والتقدم ومواكبة «الناجحين» من شعوب الأرض يتطلبان فهما عميقا للعولمة الكونية، وإدراكا لمعنى وتطبيقات الحداثة، أي التحديث ومواكبة العصر، وليس بالضرورة الفهم المغلوط الذي كرسه الظلاميون، أولئك الذين وإن اختلفت أشكالهم تبقى لهم ثقافة واحدة عنوانها «التخلف»، ثقافة تطاول رئيسا، أو مرؤوسا، أو «فكرا» يدير العلاقة بينهما. في عالم اليوم، إما أن تمشي في ركب الحضارة أو تبقى هناك بعيدا ضعيفا محطما، تتصارع على أطلال الأفكار بينما الآخرون يستشرفونها، وهذا ما تفعله الدول التي اتخذت قرارها بأن تكون إسهاماتها في تقوية العالم العربي وتحسين ظروف العرب تبدأ من تقوية نفسها، هذا ما تفعله السعودية والإمارات على سبيل المثال، وبعض الدول «العاقلة» للسياسة والاقتصاد وتطور المجتمعات، وتحتذيه دول أخرى تسعى السعودية بكل ما أوتيت من قوة لمساعدتها على ذلك. الحديث عن قمم العرب، والأكيد أن السعودية قدمت دعمها الكامل للجمهورية التونسية الشقيقة لإنجاح استضافتها للقمة العربية، وهي عملت بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمين لكي تنجح القمة العربية الـ30 في الخروج بقرارات تعزز التضامن بين الدول العربية، وتدعم حماية الأمن القومي في مواجهة الأخطار. هذا النهج استمرار في العمل النوعي، إذ قاد خادم الحرمين الشريفين بحكمة عميقة وبعد نظر أعمال القمة العربية الـ29 التي استضافتها المملكة في وقت حافل بالتطورات والتحديات الإقليمية والدولية، والتي أصدرت عددا من القرارات المهمة وقدمت كثيرا من المبادرات أسهمت في تعزيز العمل العربي المشترك. مواقف السعودية ثابتة لا تهتز، إذ أكدت القمة العربية بقيادة الملك سلمان وستؤكد قمة تونس بدعم منه على مركزية قضية فلسطين وعروبة القدس عاصمة فلسطين، ورفض القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. الإنسان العربي في كثير من أجزاء العالم العربي لا يعيش أحسن أيامه، وبعض العرب مضت عليهم في هذا السوء عقود من الزمن، وعندما حاولوا الخلاص اختطفت محاولاتهم أو اجهضت أو تحولت بلدانهم إلى ما ترون وتعرفون وتحزنون عليه. سعت السعودية دائما إلى جعل العرب أكثر توحدا وتكاتفا وعزما على بناء غد أفضل، يسهم في تحقق آمالهم وتطلعاتهم ويحد من التدخل في شؤونهم وفرض أجندات غريبة عليهم، وهي اليوم تقدم أنموذجا تنمويا حضاريا لم يعد يرتكز على النفط، والارتكاز عليه في البناء ليس عيب، بل يرتكز اليوم على الإنسان وتمكينه وتأهيله واحترام حرياته وأفكاره، وجعل معظم طاقته تتجه للإنتاج وليس إلى السخرية من المنتجين، إلى الإبداع وليس إلى التقليل من شأن المبدعين، إلى إنسان عالمي بملامح حضارية وثقافة إسلامية أصيلة. لم تفقد السعودية يوما الأمل في تحقيق التعاون والتكامل بين الدول العربية بهدف تعزيز تلاحمها وتوثيق الروابط بين شعوبها، بما يؤمن مستقبل واعد يحمل الرخاء لأجيالها ويسهم في إعادة الأمل إليها، وعملت على تحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي بما يوفر الأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة.

مشاركة :