من وحي الإسلام: النباتات الطبية والأعشاب الواقية: خيوط الزعفران (2)

  • 4/27/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

* الزعفران ومادة العصفر: يطلق بعض الذواقة أن رائحة الزعفران قريبة إلى طعم العسل المعدني كما يصفها آخرون بأنها قريبة من رائحة القش والعشب الخفيف بطعم المرارة، وقد دأب الناس منذ زمن طويل على استخدام الزعفران لتلوين الطعام والأرز باللون الأصفر البرتقالي الجميل مثل اليخنات (الصوالين) والأرز والمشروبات والحلويات والأجبان وهو أشبه بالكركم (العقدة الصفراء) (TURMERIC) ولهذا يستخدم الناس العصفر (SAFFLOWER) بدلاً منه لتلوين الأرز البرياني وأكلات الطاجين المغربي والروزوتو الإيطالي والباييلا الإسباني وبعض أنواع الكعك الأوروبي. وقد استخدم الفراعنة القدامى الزعفران في صبغ الأقمشة والملابس الحريرية الملوكية كما تبين من قبر (توت عنخ آمون) ويعود اللون الأصفر من مادة النبات إلى مادتي (الكروسين) ومادة (الكوستين) ومع هذا فإن الناس يجدون رائحة الزعفران عطرية قوية نفاذة ومنعشة ذات طعم مميز لا تجد مثيلا لها بين الأعشاب والنباتات الأخرى. * أماكن زراعة الزعفران: يزرع الزعفران في المناطق التي يستخدم فيه بكثرة من منطقة البحر الأبيض المتوسط حتى جبال كشمير الهندية ويتواجد بكثرة في الهند والصين واليونان والمغرب وأذربيجان وأوزبكستان، وإيران وأفغانستان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وتركيا ومصر ولبنان وبورما. ويبلغ معدل الإنتاج السنوي للدول كلها ثلاثمائة طن من الزعفران النقي من أعلى الأنواع وأندرها. ويرجع السبب في ذلك إلى ما يستخدم من الزعفران المياسم وريقات تلقيح النبتة، وتعتبر عمليات قطفها وجمعها عملية دقيقة مثل تجفيفها في الصباح الباكر قبل شروق الشمس رغم أنها تجف بسرعة بعد القطاف، ويحتاج الفرد إلى ما بين 110 آلاف إلى 170 ألف زهرة لتحصيل كيلو جرام واحد من الزعفران وتحتاج إلى أربعين ساعة عمل متواصلة وقد تجفف على نار هادئة في الظلال ويبلغ سعر الكيلو عالميا (1500 دولار) وسعر الجرام (15 دولارا أمريكيا) ويفضل أن يكون رطبًا نسبيا وذا لون داكن وقد لا يعثر الفرد في الأسواق التجارية على الزعفران البريطاني والهولندي والأمريكي والسويسري والنيوزيلندي بينما يمنع تصدير الهند للزعفران إلا في حدود أحيانًا. ومن الأنواع الفاخرة الزعفران (أكويلا AQUILA) الايطالي وكريم (CREME) الإسباني وما يطلق عليه (الزبد) والكشميري الهندي المعروف باسم (مونغرا MONGRA) حيث يمتاز بقوته وطيب طعمه ونفاذ رائحته ونظرًا إلى ارتفاع سعره فقد حرمت الهند تصديره وذلك لصعوبة تحصيله دائمًا في ظل التغيرات البيئية والجوية وكذلك الجفاف وطرق تخزينه! * زراعة الزعفران في إيطاليا: تتم زراعة الزعفران في الجمهورية الإيطالية على نطاق واسع ويقوم الفلاحون في جزيرة سردينيا التي تزخر بمالا يقل عن 60 هكتارًا وتنتج ازهار الزعفران في منطقة (سان غافينو مونريال عادة) من النوع الفاخر وهو اكثر الانواع دكنة مع طيف ليلكي ويمتاز بطيب طعمه وقوة نفاذ رائحته. كما يزرع الزعفران من نوع «إكويلا» في 8 هكتارات في وادي نافيلي في إقليم أبروزو في ايطاليا وعاصمته (لاكويلا) وهو من أجود الأنواع وبإمكاننا أن نحصل على خمسة كيلو جرامات من كمية قدرها 25 كيلو جرامًا من الزعفران بعد تجفيفه حيث ينتقص بعد تجفيفه بفقدان أربعة أخماسه في النهاية. * أهم فوائد نبات الزعفران: يعتبر هذا النبات من التوابل الشعبية المفيدة والمكلفة الذي يمتاز بمذاق خاص يجعله جيدًا لجميع الاستخدامات في شتى المرطبات وأنواع الطعام والحلويات والمشروبات لما له من لون ونكهة وطعم تعطيه خصائص طبية ومشهورة في جميع أنحاء العالم فهو ينتمي إلى عائلة (الايرادوديا – IRIDOIDEAE) وموطنه الأساسي مناطق جنوب أوروبا وإيران والهند وشمال المغرب العربي والصين واليونان وإسبانيا والبرتغال وله عدة فوائد صحية هي: 1- عند شربه مع الشاي والحليب يساعد على التكريع (التشدوة) والتجشؤ، طارد للرياح قابل لوقف شهية الطعام والحمية وانتفاخ البطن، وتخفيض الوزن والثقل الذي يصيب المعدة. 2- يساعد على تعريق البدن وتخفيض حرارة الجسم. 3- يساعد على تخفيف عسر الطمث وإدراره للمرأة في الدورة الشهرية المعتادة. 4- منشط للطاقة الجنسية ويعطي الجسم طاقة وقوة للحواس. 5- مفيد في معالجة السعال والتهاب القصبة الهوائية وإزالة ضيق التنفس. 6- يساعد على ليونة وتنعيم البشرة الجافة ويمكن مزجه مع الزنجبيل لتحسين الأداء والنتائج وإعطاء البشرة الجلدية الطراوة اللازمة، ويساعد على تنمية الشعر في حالة الصلع وأعراض الثعلبة. 7- يعطي الزعفران زيادة في الطاقة الجسدية وتقوية الحواس والإبصار والشم واللمس وغيرها. 8- ينشط القلب ويمنع تسريع ضربات القلب والخفقان ويستعمل في معالجة الأمراض مثل (TACHYRRYTHMIAS). 9- مفرح قوى يساعد على التفاؤل والانسجام النفسي، ويمنع اعتلال المزاج والقلق والكآبة، والأمراض النفسية والوساوس والمخاوف، منوم ومهدئ للنفس والشعور بالراحة والرضا. 10 - يخفض كهرباء الدماغ خصوصًا في حالات الصرع الشخصي عند المصابين به! 11- مزيل لغشاوة العيون ويساعد على قوة الإبصار ويدفع إلى الإحساس بالراحة والبعد عن الكآبة. ومن الآثار الجانبية وحالات تعاطي جرعات أكبر تحتوي على أقل من جرام تؤدي آثاره إلى ما يلي: أ- إحمرار الوجه. ب- زيادة كبيرة في إدرار الطمث عند النساء. جـ - احتمال إسقاط الأجنة والإسلاب والطراح. د- يساعد على الرعاف (الطنان). هـ - يؤدي إلى هبوط في نبضات القلب. و- تؤدى الجرعة الكبيرة إلى الدوخة وفقدان الوعي والغشية. * وقفة لا بد منها: الزعفران نبات طيب عجيب عرفه القدماء المصريون واستخدموه في علاجاتهم المتنوعة كما جاء في مخطوطات البردي المكتوبة باللغة الهيروغليفية واستعملوه منشطًا للرجال يساعد على الباه وينشط من طاقة الجسم الجنسية لدى الشباب وذكره العالم هوميروس اليوناني في الإلياذة. ويطلق على نبات الزعفران أحيانًا الكركم (أو الخرقوم) بالعبرية كما جاء في مزامير سيدنا داود عليه السلام وعرفه قدماء الإغريق والرومان، وتم استيراده إلى إنجلترا من الشرق منذ عدة قرون. غير أن الزعفران الإسباني هو الأفضل والأجود ويستخدم في وجبات شعبية على الأرز والسمك الحار إلى جانب ثمار البحر كالروبيان وبطارخ الاسماك «الحبول» والكافيار والخثاق والخروط (والخثاق يطلق عليه الحبار، وجمعها حبابير) (CUTTLE – FISHES)! (الهوامش: موطن وتاريخ الزعفران: الموقع NRT، فوائد الزعفران للصحة: بحث عدد من الباحثين العرب، فوائد الزعفران الأستاذة إيناس ملكاوي، استخدامات الزعفران: الأستاذة نورا شيشاني، فوائد الزعفران: الأستاذة دانة الوهادين، أين يزرع الزعفران؟ الأستاذة عاتكة البوريني - مصر).

مشاركة :