كتب الأديب محمود تيمور بمجلة «الهلال» فى سبتمبر عام ١٩٦٥، مقالا تحت عنوان «ذكريات فى الأدب»، تحدث فيه عن زيارته مع والده الأديب الكبير أحمد تيمور إلى دار الكتب، الذى طالما يذهب إلى هذا المكان ليطالع كتابا فريدا أو جالسا مع صديق أديب يؤنسه.ذكر «تيمور» أن من بين الزيارات مع والده التقى بشاعر النيل «حافظ إبراهيم»، التى كانت الصحف تتناقل قصائده وتعج الأندية بصوته، منشدا شعره فى مناسبات الذكريات العامة التى تعقد لها المجامع.قال محمود تيمور: إن دار الكتب عرفت فى مطلع ذلك العصر من أمثال حافظ إبراهيم أفذاذا ضمتهم جوانبها، بوصفهم عاملين فيها، ولم يكن لهم فى الواقع جسيم عمل أو كبير عناء، وإنما كانت صلتهم بها أن يترددوا عليها بانتظام أو دون انتظام، وكأنما الدار فى قوة وعيها وسلامة تقديرها ترحب بهؤلاء أحياء يتنفسون أنفاسهم فى جوها، يقينا منها، لأن أمثالهم هم موضوعها الخالد على وجه التاريخ، وهم القيم الباقية الغالية فى مستودع القرائح والأفهام والأقلام.وتابع تيمور: خلال هذه الزيارة سألنى شاعر النيل هل أُجيد اللغة الفرنسية أم لا؟ فأجبته أنى لا أُجيدها، بينما أجيد الإنجليزية، فطلب منى بتعلم اللغة الفرنسية فهى لغة الأدب الرفيع، واستطرد فى حديثه عن مزايا الفرنسية وما تحويه آدابها من نفائس، فأفاض فى الحديث عن «فيكتور هوجو» من شعره ونثره جميعا مستشهدا بمختارات يترجمها إلى العربية فى إعجاب بما حوت من معان.وأوضح «تيمور» خلال هذا المقال: أن شاعر النيل نصحه فى هذه الزيارة بالقراءة لـ «فيكتور هوجو»، فهو إن لم أقرأ لغيره من الأدب الفرنسى فكفى به أديبا، وجاءنى أبى بنسخة من تعريب «حافظ إبراهيم «شاعر النيل» لكتاب «البؤساء» ألمع درة فى أدب «فيكتور هوجو»، وعكفت على الكتاب أقرؤه على علو طبقته فى بلاغة الإنشاء، وفى سمعى يرن صوت حافظ وهو يحثنى على تعلم الفرنسية لأتزود من أدب «فيكتور هوجو» على الأقل.
مشاركة :