لا تَقلْ بِم! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 3/24/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هناك من يطلب منا إلغاء عقولنا والاستعاضة عنها بقالب من الجيلي، بينما يُفضل آخرون أن نضع محلها شيئاً من مقتنياتنا القديمة. وأن نسمعهم دون أن نناقش ما يقولونه لأن في النقاش لججاً لا داعي له، ولا يستقيم مع احترام الرأي الآخر، الذي هو هنا رأيهم الوحيد المتوحد الأوحد .. أي أن تسمعهم دون أن تقول «بِم»!! *** إنها ثقافة الرأي الأوحد، التي تهيمن على مجتمعاتنا العربية والتي تمنعنا عن الوصول إلى ما نصبو إليه. فرغم كل التضحيات التي قدمتها بعض شعوب المنطقة خلال ثوراتها من أجل سيادة مفهوم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن كل هذا انتهى بهيمنة فئة حاكمة جديدة محل الفئة القديمة بنفس المواصفات وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!! *** يقول جورج أورويل في روايته «1984» وهو يحدّد ملامح ازدواجيّة الفكر: « أن لا تلتزم بالأخلاق التي تدعو إليها. أن تؤمن بأن الديمقراطية ضربٌ من المستحيل وأنّ الحزب وصيّ عليها. أن تنسى كل ما يتحتّم عليك نسيانه، وأنّ تتذكّره كلّما احتجت إليه، قبل أن تنساه ثانيةً، دون أن تتخلّى عن تطبيق الأسلوب نفسه على الحالتين». *** وهذا ما حدث مع من ركبوا ثورات الشباب في بعض بلدان الجوار العربي. فقد انتهت ثوراتهم بتغيير واقع سيىء بواقع أكثر سوءاً، رغم ادعاء القادمين الجدد تبني أفكار الحرية والتجديد. فمثل أصحاب السلطة القديمة ، نرى أصحاب السلطة الجديدة هناك يضيقون بالرأي الآخر ويفضّلون الطاعة والولاء ويمقتون التفكير والوعي. فالولاء، في تفكير هؤلاء يعني «انعدام التفكير، بل انعدام الحاجة إلى التفكير .. الولاء هو عدم الوعي». #نافذة: كن غبياً لتفهمني .. وأطفىء مصباح عقلك واتبعني فأنا نورك الساطع ومصباحك لترى الحقيقة كما أريدها أن تكون ..!! nafezah@yahoo.com

مشاركة :