فتحي سليمان يكتب: الطريق إلى 73

  • 10/7/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

روى أستاذنا حمدي لطفي عميد الصحفيين المصريين المتخصصين في الشؤون العسكرية بدار الهلال، وقت الحرب دور المقاتلين المصريين في نصر أكتوبر علي المستوي التكتيكي العسكري وإصرار المقاتلين المصريين الذين قاتلوا لمدة 48 ساعة في بداية الحرب دون أن يتناولوا وجبة طعام واحدة أو شربة ماء أو فكر أحدهم في تدخين سيجارة، بل إن أكثرهم قضي في هذه الحرب مائة ساعة متصلة بلا نوم.ويحكي الأستاذ فاروق الشاذلي أحد أبطال أخبار اليوم، وأفراد القافلة الإعلامية الموفدة لتغطية أخبار الجبهة، ممن وثقوا بأقلامهم وصورهم تفاصيل الملحمة الكبرى قصة عبوره قناة السويس يوم الثامن من أكتوبر وكيف انسابت دموعه وهو يقبل ويتوضأ برمال سيناء وكيف دخل مدينة القنطرة شرق بعد تطهيرها من دنس الاحتلال الإسرائيلي وتجول في مركز القيادة المتقدم للعدو بعد أن حرره أبطالنا في معركة ضارية استخدموا فيها السلاح الأبيض والقتال المتلاحم وكيف سارع الجنود في ترميم مسجد المدينة بعد أن حاول العدو تدميره لينطلق صوت أحد الجنود بأذان الظهر "الله أكبر .. الله أكبر".. بطولة فذة قام بها أبطال الفرقة 18 كان يعتقد الكثيرون أن مكانها الأساطير فأصبحت واقعا وحقيقة بسواعد المصريين من رجال الجيش الذين لا يعرفون المستحيل."حكايات مليئة بالتفاصيل وروايات تبعث على الفخر والاعتزاز والتقدير فلقد كانت المخاطرة كبيرة وكانت التضحيات عظيمة ولكن النتائج المحققة لمعركة الساعات الست الأولى كانت هائلة.. فقد العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة واستعادت الأمة الجريحة شرفها".كلمات ليست كمثلها، فقد تغيرت بعد هذه اللحظات الخريطة السياسية في الشرق الأوسط وما أعظم ما وصلت إليه بفضل تضحيات رجال "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" ونفذوا معركة العزة والنصر.سيمفونية عظيمة قاد عازفيها مايسترو محترف لاحت لهم في الأفق بوادر النصر ولأن بعض الاعتزاز إيمان فقد تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور خط بارليف المنيع، وأقامت جسورا لها على الضفة الغربية، بعد أن تمكنت من إفقاد العدو توازنه في 6 ساعات".6 سنوات تحملت خلالها القوات المسلحة المصرية عبء العودة والصمود وانتفضت ونفضت الغبار عن جبهتها لتخط إنجازا يصل الى حد الإعجاز فواصلت المسيرة وحققت النصر.46 عاما والقوات المسلحة المصرية بمثابة عمود الخيمة لبقاء الدولة ورفع هامتها ولطالما كانت الصخرة التي تحطمت عليها مطامع الأعداء ومطامح الخونه، حتى جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بإعادة التسليح وتطوير القوات، رافعًا شعار " الدولة التي لا تمتلك سلاحها وقدرتها العسكرية الرادعة، لا تمتلك قرارها السياسي".لم يصل الجيش إلى هذه المرحلة من الكفاءة والتطوير بسهولة فطيلة 1891 يومًا تم خلالها تطوير القوات على محورين، الأول هو بناء وتطوير الفرد ومهاراته، والثاني هو كفاءة وحداثة السلاح المستخدم، فنجحت القوات على الصعيدين نجاحا باهرا، ولذا جاءت إشادات بكفاءة العناصر في التدريب مع دول شقيقة وصديقة.وإمعانا في تنفيذ ذلك تم استحداث قدرات وقوات جديدة داخل الجيش تكون مهمتها تحقق الهدف وتساير النظم العالمية المتقدمة وتتعامل بآليات الحروب الحديثة وما ألقي على عاتقها من مقاومة الإرهاب فتم عقد صفقات سلاح متطورة بمليارات الدولارات تبوأ إثرها الجيش المصري مركزه الأول عربيًا في قائمة أقوي الجيوش والثاني عشر عالميًا.تساهم القوات المسلحة فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدولة خلال الوقت الراهن، وتستغل ما لديها من طاقات فى مختلف التخصصات، والقطاعات، لخدمة مخططات التنمية فى إطار خطة طموحة لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وتحقيق طفرة على المستوى الاقتصادى والاجتماعى للمواطن المصرى.شاركت القوات في بناء قاعدة صناعية وإنتاجية متطورة تلبى جزءا من احتياجات الدولة لتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهلها وعاونت مؤسسات القطاع المدنى في طرح جزء من الطاقات الإنتاجية بالسوق المحلى لتحقيق التوازن والاستقرار النسبي فى الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية.هذا وتظل عجلة التطوير والتحديث مستمرة لا تتوقف حيث تعمل القوات الباسلة من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري، وتماسك الهوية الوطنية من أجل دولة قوية وعصية على الانكسار، لذا أخذ الرئيس على عاتقه بناء دولة حديثة متطورة عفية "محدش يقدر يبص عليها ولا يطمع في لقمتها".

مشاركة :