نحسّ كلنا وكذا غيرنا بأن ورود بطاقة دعوة لزواج إلى أهل المنزل تُمثّل عبأ لا يمكن زحزحته. أورد هذا لأن ميزانية ذوي الدخل المتدني لا تتحمل، أو لنقل إنها فوجئت بسَطْوٍ في جنح ظلام ليلة حالكة السواد، وهي لم ترحم السن ولا المتقاعد الذي لا مرد له سوى راتب تقاعدي بسيط ولا يَطيق مشقة عمل جديد يرفد مفاجآت كهذه. ولستم بحاجة إلى إدراج مُتطلبات الاستجابة للدعوة، فهي محفوظة. ونحمد الله أن الرجل عندنا لا يُدخل ضمن متطلبات الحضور ملابس من نوع خاص. لا أعرف - وقد لا تعرفون سبباً لكون فستان العروس ذا ذيل طويل قد تحتاج العروس إلى من يرفعه معها عندما تختال بين صفوف المدعوين. أعلم أنهم في الغرب يحددون نوع اللباس للرجال عندما يدعون إلى حفل عشاء. فبعض بطاقات الدعوة عند الإنجليز يقول: اللباس عادي، هذا للرجال، وبعضها يقول: ربطة سوداء Black Tie والبعض الآخر من بطاقات الدعوة يقول: سترة خطافيّة. وهي سترة (جاكيت رسمي) طويلة مشقوقة الذيل، مثل ذيل الخطاف أو السنونو. وفي الخمسينيات الميلادية وقبلها كانت النساء عندنا تبالغ في التستر فتلبس إذا خرجت ثوباً واسعاً له ذيل كي تتأكد من ستر الأرجل من الخلف. وإذا وصلت المنزل وجدت الذيل يحمل ما في الشارع من أعواد وأشواك.. وعليها أن تلتقط تلك المتعلقات لتهيئ الثوب للخروج الآتي. وقرأت أن المترفين من العرب قديماً كانوا يلبسون الثياب ذات الذيل الطويل يجرونه خلفهم كدليل على الثراء، يجرونه فخراً وزهواً. من هنا أعتقد ولا أجزم أن العروس بثوبها الطويل الذي تجره تختال وتتبختر، لأنه - أي الثوب - دليل عزها وغناها.. والمختال دائماً يحس في نفسه رونقاً زائداً على ما يملكه الناس. لم تكن نساؤنا تختال بثوبها الذي تخرج به إلى السوق. كما تفعل عرائس زمننا، لكنها كانت ملتزمة بالتستّر. ومر عليّ مثل عربي قد يكون تفسيراً لطول ثوب العروس وامتداده إلى الخلف حوالي المتر، هذا المثل يقول: «كل ذات ثوب تختال». لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :