نحن في الجوال سوا - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 10/16/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إذا ما ردّ رقم البيت كلمني على الجوّال. ترى راعي السوالف ما يطفّي صوت جوّاله. (من تأليفي كتبتُه إلى صديق يُحب شعر المحاوره. وجاوبني، لكنها طويلة. لا ادري لماذا لم تعمد حتى الآن شركات النقال (الموبايل) من تصميم نوع من الهواتف ذات تميّز، بحيث يرى المشاهد أو المشاهدة نوع (الماركة) كما هي الحال في الحقائب النسوية (الشنط) أو النظارات أو الساعات أو العبي (الواحدة عباة). فالذي يحدث الآن أنك ترى المتحدث في الجوال لكنك لا تدري من أي نوع، وما هي (ماركته) إلا إذا قرّبت عينيك! من الجوال واليد التي تحمله، وهذا في العرف العام تطفّل مكشوف، ولا يليق اجتماعيا. سمعت أن دولة الإمارات طرحت أنواعا من الهواتف مطلية بالذهب، ولم أره لكنني سمعت. وهذا سيجعل بريقه يُميّز حامله أو حاملته. لكنه بنفس الوقت يجلب مخاطر السرقة بالإكراه أو العنف. حتى الأرقام المميزة لم تعد ذات جذب. فصاحب الأرقام المميزة لا يستمتع بها إلا بين معارف وأصحاب، فهي لا تُرى ومن هنا تنتفي الميزة، ولا سّيما وأنها مخزنة لدى الأصحاب، ولا يحتاج الطالب إلى كثير من العناء. نفس الجوال في بداياته حاولت دوائر صرفة أن تجعله مميزا. ففرضت قيودا – في أول إصدار – أن يكون المتقدم طبيبا أو ذا مهمة طوارىء أو أمن. أو بدرجة وكيل وزارة فما فوق. وجعلوا رسومه عشرة آلاف ريال لمنع الدخلاء. لكن الفكرة لم تنجح فتنازلوا (أقصد شركة الاتصالات) عندما تقدم من أراد أن يشتري 3 بدلا من واحد، واحد له وواحد للعائلة وواحد للسائق. ودفعوا 30 ألف ريال نقدا وعدا. والآن صارت الخادمة والسائق وعامل البيئة - وهي جملة أفضل من الكناّس - يحمل جوالا لا تعرف الفرق بين جواله وجوال رئيسه، أو حتى مدير شركته.

مشاركة :