من وحي الإسلام.. النباتات الطبية والأعشاب الواقية: فصوص الثوم (6)

  • 12/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

* من غذاء الفراعنة المصريين قديما: من الجدير بالذكر بعد أن تحدثنا عن فوائد نبات الثوم في المطبخ والعلاج والجمال أن تشير عن أصناف الغذاء المفيد عند القدماء المصريين في العهود الفرعونية فهي: أغذية الفراعنة ستظل هي الأمان، وهي أطعمة مازلنا نتناول معظمها حتى الوقت الحاضر، وهي الطريق الأمثل للحصول على صحة أفضل وعمر أطول والله عنده الشفاء. أولاً: أغذية الفراعنة كلها من الطبيعة عادة تقاوم الميكروبات وتقوى الأبدان، فمنذ آلاف السنين عرف المصري القديم أن كثيراً من الأغذية تحتوى على عناصر مفيدة جداً على صحة المرضى وشفائهم وتحفظ الأفراد من الأمراض وتحارب الميكروبات. ثانياً: في أزمنة الكوارث والأوبئة كان المصري القديم من الذكاء، حيث علمته التجارب أن هناك بعض الأغذية ضرورية لتقوية الجهاز المناعي أمام الميكروبات، فهناك على قمة أطعمته الخبز والفطائر التي تحتوي على15 صنفاً من الفطائر بعد العصر في الدولة الفرعونية الحديثة الى نحو 40 صنفاً تختلف تبعاً لنوع الدقيق المستخدم وطريقة الخبز وشكل الأرغفة والفطائر المخبوزة وبعض العجين والعسل والدهن والزبد والفاكهة ونوع الخبز والفطير من القمح والشعير أو البر والذرة الرفيعة بما في ذلك الردة الغنية بالألياف والمعادن، وخاصة فيتامين «هـ» الذي يقوي جهاز المناعة والشيخوخة. * غذاء بناة الأهرام والصناع والفنيين: كانت زراعة النخيل من أهم الأشجار التي عرفها الإنسان المصري القديم واهتم بزراعتها في مصر واعتبر البلح والتمور غذاء طيباً لعامة الشعب من الفلاحين والعمال والبنائين والحرفيين، كما وجدت كميات لا حصر لها من البلح والعجوة في مقابر كثيرة من القدماء المصريين، حيث كان المصري القديم يتناول البلح والبسر والتمور في الكوارث والأزمات ويحشو بعضها في أنواع الكعك واعتبر التمور منجماً غذائياً لاحتوائه على السكريات والقوة والمناعة والطاقة الحرارية وتقوية العظام مقارنة باللحوم الى جانب الأسماك النيلية بما تمتاز من الأحماض الأمينية لبناء خلايا الجسم والغني بالحديد والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والفوسفور والنحاس والكبريت وفيتامين (ج – أ – هـ ). * طعام البقوليات فرعونية الأصل: ان الفول من الأطعمة الشعبية منذ بداية العصر الفرعوني، حيث كان يؤكل بعد طمره في تراب الفرن الساخن او طبخه. وقد عرف باسم «متمس» ثم حورت الكلمة بعد ذلك الى «مدمس»، وشوهد على جدران المقابر والمعابد مرسوماً، وكان المصريون يطهون الفول ويضيفون إليه البصل ويسمونه (بيصورو) وهو ما عرف بالبيصارة التي يعرفها الشعب المصري ويقبل عليها. * العدس غذاء وفير للمصريين: الى جانب طبخة المعدوس التي يتناولها المصري يؤكل العدس كبديل للحوم في ظل الشوربة ويسهم في خفض معدلات الكوليسترول وأمراض القلب والضغط المرتفع لتميزه بنسبة عالية من حمض الفوليك المقلل من احتمالات إصابة الجنين بتشوهات العمود الفقري وكان يقدم لبناة الأهرام والعمال والفنيين، وكان الملوك الفراعنة يقدمون وجبة كاملة من العدس والبصل والثوم والتمر وقرصان البر والشعير وهي عبارة عن توليفة بسيطة يفطرون بها يوميا، والمعروف غذائياً ان 300 جرام من العدس تعادل حوالى 500 جرام من اللحم الأحمر، فهو مشهور في الأحياء الشعبية باسم لحوم الفقراء. * الحمص والترمس المصري العجيب: كان المصريون القدماء يتناولون الحمص أو الحمبص والنخي وهو ما يعرف باسم «الملانة» وهو ما يعرف باللهجة الحجازية «البليلة» وكذلك الحال في الترمس الذي يؤكل بعد نقعه في الماء وتمليحه عند الطبخ لفائدته في علاج الإمساك وعلاج السكري وحصوات الكلى.. كما أن اقبال المصريين القدماء على تناول اللوبياء والبازلاء من الأغذية الرئيسية، حتى أن قوم النبي موسى عليه السلام، من جماهير اليهود وأبناء القردة والخنازير عند خروجهم الى مصر كما ورد في القرآن الكريم اقبلوا على البقوليات والخضار. * الأسماك والموائد الشهية للمصريين: الأسماك النيلية.. كانت غذاءً شهياً لأبناء مصر الكنانة، وكان مصدرها مياه النيل وفروعه والترع والمصارف القريبة من الحقول، وكانت معروفة في ذلك الوقت بالكثير من السمك مثل البلطي والبوري والبياض وكذلك الشيلان والقراميط والصافي والصنيفي والثعابين والبربون والشال والسردين والتونة والرنجة والماكريل والسالمون والانشوجة! ويحكي التاريخ وجود أحجار من الجرانيت تمثل رجلين ضخمي الجثة والجسم غزيري شعر الرأس والذقن يسيران جنباً الى جنب في خطوة واحدة يحملان مائدة يتدلى منها مائدة فاخرة من السمك البياض كما تسجل بردية «هاريس» كميات وفيرة من الأسماك من بين ما يوزع من الطعام في المعابد (طيبة وأون ومنف) من البوري والقراميط والشال ومن المتوسطة الحجم، وأما السمك البلطي فانه حجم كبير، وتعد السمكة البلطية كبيرة تكفي واحدة لأجل إطعام أسرة بأكملها. وينصح الأطباء المصريون بتناول وجبة سمك أسبوعية او وجبتين لأن الأسماك تحتوي على أحماض دهنية مميزة تساعد في الوقت من أمراض القلب والشرايين، ومعروف ان آكلي الأسماك تقل فيهم نسبة الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب.. وينصح خبراء التغذية بتناول أسماك التونة والماكريل والسالمون والرنجة والانشوجة لانها غنية بأحماض دهنية «اوميجا-3» اثبتت فاعليتها في الوقاية وخفض الكوليسترول الضار والجلطات ومضاعفات مرضى السكري والأنيميا! * البصل قاهر الوفاة والخس طعام الملوك: يعتبر البصل والثوم من أقدم النباتات التى زرعها الانسان منذ العصور التاريخية في العهد القديم واتخذه كغذاء ودواء قبل الميلاد بمئات السنين.. وقد عرفه الفراعنة في مصرنا الحبيبة، وقدسوه وكانوا يحلفون به وخلدوا اسمه في كتابات محفورة على جدران الاهرامات والمعابد ونقشوه على اوراق البرديات وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم بانه يساعد على التنفس. وهذا ما حدث عندما تم العثور على مقبرة رمسيس بصلة واحدة كانت موضوعة في تجويف العين والأخرى تحت الإبط الأيسر، لاعتقادهم ان البصل يساعد على التنفس عندما يعود المتوفى الى الحياة.. كما كانوا يحرّمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فأيام الأعياد للفرح وليس للبكاء والدموع. أما الخس فهو غذاء الملوك عند الفراعنة وطعام الحكماء لأنه غني بالكالسيوم والفوسفور والحديد وبه مواد مانعة للسرطان، لأنه يمتاز بالبيتا كاروتين وحمض الفوليك، وهو قليل السعرات، وغني بالماء ومضاد للأكسدة ومهدئ للأعصاب، ومنوم طبيعي.. وكان الرومان الرياضيون عند معاركهم واتخاذ اي قرار يقومون بحرق أوراق الخس، ويلتفون حولها عند استنشاقها حتى تهدئ أعصابهم، والله أعلم. (الهوامش: مسيرة الطب في الحضارات القديمة للدكتور جوزيف كلاس: تأليف الدكتور وسيم السيسي، غذاء الفراعنة وماذا كانوا يأكلون: موقع حسناء وفوائد الثوم: نسرين حسون – موقع المعرفة، فوائد عصير الثوم في الطب البديل، الثوم في الطب النبوي: الموقع فيس بوك، جامع الأصول في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام: للعلامة ابن الأثير الجزري، الطب من الكتاب والسنة: الاستاذ موفق الدين البغدادي بحاشية الدكتور عبد المعطي قلعجي دار المعرفة – بيروت لبنان).

مشاركة :