قتله حلال وتصويره حرام | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 5/28/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الفئة الضالة من الشباب السعودي المغرر به، التابعة لتنظيم داعش، التي اغتالت الضابط، الغامدي بالرياض، وتُخطِّط لتنفيذ عدد من الاغتيالات في صفوف رجال الأمن، تؤمن بأن قتل رجل الأمن حلال، وتصويره حرام. هذا التسطيح الفكري، يعيد إلى أذهاننا تداعيات الطائفية في منعطفات التاريخ الإسلامي، التي كنا نتندر بقراءة ضحالة فكرهم، وقد سأل رجل عبدالله بن عمر، رضي الله عنه، عن دم البعوض فقال: (انظروا إلى هؤلاء يسألوني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله)، وتحكي قصص التراث، أن أحد المشايخ، كان في حال الإحرام، فأتاه قوم من قطاع الطرق، المعروفين بقتل النفوس، والإغارة على الأموال، وسألوه عن قتل المحرم للقمل؟ فقال: يا عجبًا لقوم لا يتورعون عن قتل النفس التي حرم الله قتلها، ويسألون عن قتل القملة في الإحرام. القتل مُحرَّم بنص القرآن، وهو من أكبر الكبائر، وتتعارض مع روح الشريعة ومقاصدها العليا الخمسة، وهي حفظ الدين، والنفس، والمال، والعقل، والنسب، وقد ألف ابن تيمية رحمه الله مؤلفاً خاصًا بهذه الخمسة، ومع ذلك يتخرج من مدراسنا أمثالهم. نحتاج وقفة حازمة، ودراسات مستفيضة، بالتعمق في تاريخنا الإسلامي، لمراجعة المنعطفات الضخمة التي مرت عليه، وأفرزت الطائفية البغيضة، التي سميت في الحديث الشريف «كلاب جهنم»، وتسببت في تردي أوضاع بعضنا الأخلاقية، فالتاريخ يكشف فرقًا، عاشت وبادت، بنفس النفسيات التي نعيشها اليوم. #القيادة_نتائج_لا_أقوال الناس عندما تنزل بهم نازلة، ثلاثة أصناف، القسم الأول: يتراجعون وتصيبهم في مقتل. والقسم الثاني: يتماسكون مكانهم، ولا يُغيّرون، ولا يُبدِّلون، وينتظرون القادم. والقسم الثالث: يخرجون منها، وهم أكثر قوة وصلابة، لأنهم استفادوا من الدرس، وتجنّبوه، فأصبح حالهم أفضل مما سبق.

مشاركة :