قبل أيام اختارت الجمعية العمومية غير العادية لنادي الهلال الأمير نواف بن سعد ريساً للهلال بالتزكية، وسط حضور إعلامي وجماهيري غير مسبوق على الرغم من منع الجماهير من دخول النادي، وحينها كان حضوره ملفتاً وتحديداً في المؤتمر الصحفي الذي شهد اسئلة متنوعة ومفاجئة وعلى الرغم من ذلك تعامل معها خريج الإعلام بمنتهى الذكاء، فهو من جهة كان واضحاً في إجاباته ومن جهة أخرى أوصل رسائل عدة للرياضيين عموماً ولجماهير فريقه على وجه الخصوص، وأعطى انطباعاً عن طريقة عمله في المرحلة المقبلة من خلال توزيع المهام على أعضاء إدارته؛ إذ استشهد باسماء معظمهم في إجاباته. شخصياً وبحكم معاصرتي لفترة عمل نواف بن سعد في المنتخبات السعودية ومن ثم في إدارة نادي الهلال السابقة لمست الاحترافية في عمله عن قرب، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فسأستشهد هنا بقصة لهذا الرجل كنت أحد شهودها وسأرويها لأول مرة وهي تتعلق بالحرص على التنظيم والدقة والأمانة في العمل فقبل ثلاثة أعوام ونصف السنة وتحديداً في الأول من يناير من عام 2012 ودع الهلال حارس مرماه الأسطوري محمد الدعيع بمباراة ودية لعبها أمام النادي الإيطالي العريق يوفينتوس وبحضور نجومه المشاهير أمثال ديل بييرو وبوفون وكيلليني وبانوتشي وبارزالي وفيدال وغيرهم. بعد المباراة ذهبت باتجاه غرف اللاعبين بحثاً عن مادة تفيد صحيفتي وبعد معاناة وجهد كبير وصلت لباب غرفة لاعبي اليوفي وبعد أخذ ورد مع المسؤول عن الدخول تفهم طبيعة عملي أخيراً وسمح لي بالدخول، وما أن دخلت لوحدي وجدت المكان خالياً إلا من رجل واحد كان آخر من توقعت وجوده في هذا المكان وهو نواف بن سعد، يحدث هذا بينما الجماهير وأعضاء الشرف الذين استمتعوا بمشاهدة المباراة وصلوا بيوتهم طلباً للراحة وأعضاء مجلس الإدارة يصرحون لوسائل الإعلام عن اعتزال الدعيع، بينما يقف أمامي في غرفة داخلية بعيداً عن كاميرات الإعلام نائب رئيس الهلال وقتها «الرئيس» حالياً بنفسه ليمنعني من دخول المكان المخصص للاعبي اليوفي وأخذ التصريحات الصحفية منهم، بل ويقابلني بابتسامة محاولاً إقناعي بأن إدارة الفريق الإيطالي هي من اشترطت ذلك إذ لا لقاءات إعلامية بعد المباراة استعداداً لركوب الباص والتوجه للمطار مباشرة. وقتها وقفت منبهراً، صحيح أن الأمير لم يقنعني فلا يمكن لأي شخص أن يرضي فضول الصحفي ويقنعه بعدم إتمام مهمة جاء لأجلها حتى أنني ذهبت للبحث عنها من مكان آخر، ولكن الانبهار جاء من حب هذا الرجل لعمله وإخلاصه ومحاولة إتقانه بقدر ما يستطيع وسط الفكر السائد لدى معظمنا عن برستيج روؤساء الأندية ونوابهم أعضاء الشرف وأعضاء مجالس الإدارات، والذي ألغاه تماماً على الأقل بالنسبة لي تعامل هذا الرجل وقتها. وبما أن الشيء بالشيء يذكر حدث أيضاً في يوم تنصيبه رئيساً للهلال وبعد الجلوس على طاولة العشاء أن حضر طفل مع والدته عند باب النادي وطلب الطفل الدخول لوحده للتصوير مع الأمير نواف بن سعد فما كان من الأمير إلا أن قام من طاولة العشاء ورحب بالطفل والتقط الصور معه، إيماناً منه بأن الهلال للجميع وأن هذا الطفل الهلالي له حق مثلما لكل الجماهير الهلالية الحق بالسعي لإرضائها. أذكر تلكما القصتين ليس من باب المدح أو الترويج لهذا الرجل الذي فرض محبة الناس له بصدقه وعمله بل لأوضح للجميع اهتمامه بأدق التفاصيل لإنجاح عمله.
مشاركة :