في أي مجلس رياضي سعودي لا حديث يدور هذه الأيام إلا وتكون عودة الهلال القوية محوراً له، ومعظم المتابعين لم يتصوروا أن يعود من خسر نهائي دوري أبطال آسيا، وبعده مباشرة نهائي كأس ولي العهد بهذه السرعة. وفي نظري أن لعب تسع مباريات متتالية من دون خسارة وبتعادل وحيد يعد أمراً إيجابياً لفريق يخوض موسماً محبطاً خسر خلاله بطولتين ومدربا وقبل هذا وذاك خسر رئيسه الذي استقال بعد ضغوط غير طبيعية. الأكيد أن الهلال تحصل على بيئة جيدة لمداواة جراحه بسرعة ليعود قوياً كما عهده الجميع، فوفق الرئيس المكلف ومن يقف معه من أعضاء الشرف بإقناع المتمكنين والقادرين على إفادة الفريق بالعمل مع الإدارة، تماماً كما سانده الحظ بالتوقيع مع مدرب منطقي وواقعي يعمل وفق إمكانيات الفريق ويتعامل مع أدواته حسب قدراتهم ويغير في طريقة الأداء تبعاً لظروف الفريق ومميزات الخصم، والأهم في نظري أن الفريق تشافى سريعاً لأنه بات بعيداً عن الضغوط التي أصابت قدراته في مقتل في وقت سابق، ولأنني سمعت وتابعت في وسائل التواصل الاجتماعي من يطالب بالتوقيع مع المدرب الحالي دونيس عقداً طويل المدى فسأوجه رسالتي للقائمين على الفريق في مسألة التجديد بالهدوء وعدم الاستعجال حتى لا يقعوا في اخطاء وقع فيها غيرهم، ومع يقيني بإمكانيات هذا المدرب اليوناني التي جعلت منه أحد مدربي دوري أبطال أوروبا قبل عام، إلا أن لدي قناعة بأن المدرب الحقيقي تتضح إمكانياته تحت الضغط ومع مواجهة الأندية المنافسة في الجماهيرية والبطولات، ولعل بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وما تبقى من مباريات دوري جميل تكون فرصة لإعطاء الحكم النهائي على المدرب مع وضع الإدارة لكل الاحتمالات، حتى يدخل الفريق مرحلة استعداداته للموسم المقبل مستقراً ومتكاملاً. دقائق * سعادة جماهير الهلال بعودة فريقها واحتفاؤهم بمدربه القدير والكفاءات التي تعمل في النادي يجب أن لا تنسيهم أن الرئيس السابق هو من جلب بالمائة من لاعبيه إضافة للمدرب، ومع ذلك لايزال هناك من يسقط عليه وينتقد شخصه حتى بعد رحيله. * في تويتر وضعت صورة لأحد لاعبي المنتخب السعودي فيها رسالة إيجابية للنشء مفادها ضرورة استغلال أوقات الفراغ بما يعود على الفرد بالفائدة، وصدمت بكم الردود السلبية والساخرة وسبب الصدمة ليس لضعف استيعاب بعض القراء لأهمية فكرة نشر الجوانب الإيجابية للمشاهير ومساهمتهم فيها، ولا لردودهم القاصرة والتي تدور حول التساؤل عن ما كان يفعل قبل هذه الصورة، بل لأن أمثال هؤلاء السلبيين هم أكثر من يروج للصور السلبية للنجوم، ولعلي أعود لتلك النقطة بإسهاب أكثر في مقال مقبل. * تأهل القادسية والوحدة لدوري المحترفين وعاد الفريقان العريقان لمكانهما الطبيعي، ونتمنى أن تكون عودتهما هذه المرة ثابتة، فمدرستاهما اللتان قدمتا نجوماً كباراً للكرة السعودية، وقاعدتاهما الجماهيريتان العريضتان تستحقان ذلك، ويكفي أن نتذكر أن أفضل لاعب آسيوي لعام 2007 ياسر القحطاني خرج من القادسية فيما خرج ناصر الشمراني أفضل لاعب آسيوي لعام 2014 من الوحدة. ثانية.. "النجاح الوحيد في الحياة هو أن تستطيع أن تحيا حياتك بالطريقة التي تريدها" جبران خليل جبران