كالعادة وقبل انطلاق أي موسم رياضي لدينا تخرج الأصوات من هنا وهناك فتنتقد تعاقدات الأندية مع بعض لاعبيها الأجانب، معللة تلك الاصوات انتقاداتها ببعض مقاطع الفيديو التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" التي بالتأكيد لا يمكن أن تعطي حكماً جازماً بجودة لاعب أو تفوقه. فقبل الحكم على اسم اللاعب وعطائه يجب معرفة الكيفية وسرعة تأقلمه مع فريقه الجديد أولاً ووجود البيئة المناسبة التي تساعده على التألق، فضلا عن أن مسألة تألق اللاعب مع ناديه السابق ليست مقياساً نهائياً للحكم عليه، والأمثلة على ذلك كثيرة على الصعيدين الدولي والمحلي. فمثلاً حينما انتقل اللاعب البرازيلي كاكا وهو النجم الأول في نادي ايه سي ميلان الإيطالي الشهير إلى ريال مدريد توقع له الجميع النجاح والتألق مع كوكبة النجوم في النادي المدريدي إلا أن الفشل كان حليفة فخفت بريقه وتضاءلت نجوميته بعدها، أم المثال الآخر فهو الأرجنتيني دي ماريا الذي برع مع ريال مدريد ووصلت نجوميته إلى القمة بعد مساهمته الفاعلة في تحقيق نادي العاصمة الإسبانية لدوري أبطال أوروبا. ولكن ما أن انتقل للنادي الأشهر في انجلترا والعالم مانشستر يونايتد فوجئ المتابعون بمستواه المتذبذب وجلوسه على مقاعد الاحتياط في معظم مباريات فريقه والحال ينطبق على نجم موناكو الفرنسي فالكاو الذي فشل الموسم الرياضي الفائت فشلاً ذريعاً مع المان يونايتد. أما على الصعيد المحلي فكلنا يتذكر صفقة سعيد الودعاني وعبده حكمي مع الاتحاد أحمد الدوخي مع النصر وصفقة المحياني مع الشباب وصفقة سعد الحارثي مع الهلال، وأيضاً صفقات اللاعبين الأجانب أمثال دينلسون مع النصر وإيمانا وسامراس مع الهلال وغيرهم كثر، وكل ذلك يقودنا إلى أهمية عدم إطلاق الأحكام القطعية مبكراً. فعلى عكس هؤلاء حضر إلى ملاعبنا لاعبون مغمورون ونجحوا نجاحاً باهراً أمثال سيرجيو البرازيلي الذي مثل الهلال والاتحاد والأهلي، وكماتشو وتفاريس لاعبي الهلال، وشيكو مع الاتحاد والسومة مع الاهلي وايلتون النصر والتون الفتح والنصر. كل ما سبق دلائل دامغة تؤكد أن نجاح اللاعب مع ناديه الجديد لا علاقة له باسمه أو تاريخه مع ناديه القديم، فالعلاقة تبدأ مع نزوله الملعب في المباريات الرسمية ومن ثم عطاؤه ومدى تأثيره على نتائج فريقه وقدرته على المساهمة الفعلية في جلب البطولات، ومتى ما كان التأثير إيجابياً حق لنا أن نصفه بالصفقة الناجحة؛ أما إذا كان عكس ذلك فالحكم سيكون منطقياً حينما نصفه بالفاشل. دقائق * تبذل الأندية الغالي والرخيص من أجل إرضاء جماهيرها وتسهر الليالي ثم يأتي حكم جائر من شلة مشجعين، نوع آخر من كسر المجاديف. * كنت من المعارضين لإقامة كأس السوبر في لندن، ولكن وبعد سماعي رقم المبلغ الذي سيتحصل عليه الاتحاد السعودي لكرة القدم من الشركة المسوقة تراجعت عن رأيي وعلى من يعترض أن يجلب شركة توفر مبلغاً مماثلاً أو أكبر منه للاتحاد السعودي بجانب اصداء المباراة اعلاميا وتسويقيا. * قبل انطلاق الموسم الجديد أتمنى من الأندية والكبيرة منها تحديداً أن تستثمر أطقمها بالشكل الصحيح، بدلاً من حرق واحدة من أهم أوراق الاستثمار في الأندية الأوروبية بطريقة تسويق الأطقم بطريقة بدائية. ثانية "أرقى الناس هو أقلهم حديثاً عن الناس.. وأنقى الناس هو أحسنهم ظناً بالناس".
مشاركة :