نعلم أن مصطلح كيمياء كرة القدم غير موجود علمياً، وندرك تماماً أن معظم جماهير كرة القدم لن تقتنع به، ولكن لا نعلم لما يستهوينا التفكير بتلك الطريقة التي تعتمد على معطيات قريبة جداً من المنطق وإن كانت تفتقد للأرقام إلا أن التاريخ يقف غالباً معها، وقبل أن نسرد أمثلة دعونا نشرح الفكرة أولاً: في مباريات كرة القدم وعندما يتقابل فريقان لهما تاريخ في المواجهات المتبادلة نقرأ إحصائيات غريبة في الغالب، كأن تنتهي معظم مواجهاتهما بنتيجة كبيرة لأحد الطرفين، أو أن تكون هناك سيطرة مطلقة لفريق في الفوز على الفريق الآخر، وربما تصل للاكتساح، أو أن أحد الطرفين لم يسبق له الخسارة على أرضه مثلاً أو العكس، وغيرها من الإحصائيات الغريبة، ويدخل ضمن ذلك النطاق مواجهات الأندية في البطولات القارية، وتحديداً عندما يلتقي ناديان من دولتين لهما مدرستان مختلفتان في اللعب وطريقة الأداء، وأمور أخرى يتخللها النهج التدريبي خلال فترة من الزمن ومدى تغيره والاختلافات التي تحدث بسبب ذلك التغيير وأمور أخرى عدة تدخل ضمن مفهوم كيمياء كرة القدم، كما نراه، ولعل من أوضحها تخصص لاعب معين في التسجيل على فريق محدد والتألق أمامه بسبب توافق أفضل قدراته مع جوانب الخلل في الفريق المقابل، وإن كان هذا المفهوم لايعتمد على دراسات أو بحوث إلا أننا نؤمن به إلى حد كبير، ولأننا وعدناكم بسرد أمثلة، ولأنها كثيرة جداً فسنكتفي بعرض بعض منها مما تسمح به مساحة المقال: فعلى الصعيد المحلي نجد أن فريق العروبة لم يفز على الإطلاق على النصر إذ انتهت مواجهات الفريقين السابقة بفوز الأخير عدا مباراتين انتهت بالتعادل، فيما لم يسبق الاتفاق مثلاً أن فاز على الهلال في آخر موسما تقابلوا فيه بالدوري قبل هبوط الاتفاق، أما أول فريقين تأسسا في السعودية العريقين الوحدة والاتحاد فسبق أن تواجها في مباراة شهدت سيطرة اتحادية وتحديداً في الأعوام الأخيرة بعدما كانت الأمور سجالا بين الفريقين إذ انتصر الاتحاد ب مباراة، وفاز الوحدة بتسع مباريات فيما اتجهت مباراة للتعادل. ومثل تلك النتائج تعطي انطباعاً مبدئياً لما يمكن أن تؤول إليه مواجهاتهما المقبلة مثلاً . ما يدخل ضمن مصطلح الكيمياء الكروية من وجهة نظر شخصية مواجهات مدارس الكرة المختلفة وأنديتها وينطبق ذلك تماماً على أندية دوري أبطال أوروبا، فمثلاً في تاريخ المواجهات ال21 للفرق الأسبانية على ملعب يوفينتوس الإيطالي فاز "اليوفي" ب 12 لقاءً وتعادلوا في سبعة وانتصر الأسبان في اثنتين فقط، فيما يسجل التاريخ للأندية الأسبانية أنها فازت على كبير إنجلترا مانشستر يونايتد في 15مباراة من 43 مباراة وتعادلت معه في 17مباراة وخسرت 11، والأمثلة كثيرة ومتعددة ولكن لعل الفكرة وصلت في السطور الماضية. * ثانية الفاشلون يعيشون واقعهم حينما يرتهنون له بينما يصنع الناجحون واقعاً مغايراً بل إن الناجحين في الغالب يستمدون نجاحهم من ألسنة الفاشلين.
مشاركة :