عبدالله الهنيدي يكتب: ذكريات موظف (26) .. العلامات الفارقة

  • 7/31/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبد الله بن سعيد بن ثابت – رحمه الله – كان أحد المستخدمين بفرع هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة عسير وكان أميَّاً لا يعرف القراءة والكتابة عاش أيام طفولته وشبابه في البادية يرعى الإبل والأغنام وفاته قطار التعليم، ثم تيسرت له الوظيفة في سن متأخر كان يقوم بتوزيع المعاملات على الموظفين بعد قيدها في سجلات الوارد وليتمكن من معرفة ما يخص كل موظف خصص لكل موظف ملفاً عادياً يحمل اسمه ووضع عليه علامة فارقه وطلب من موظفي قسم الوارد وضع معاملات كل موظف في الملف الخاص به وحين شاهدت تلك الملفات وإذا بإحدى العلامات عبارة عن علامة (+) والثانية خط مستقيم (ـــ) هكذا والثالثة رقم (1) ينتهي بزاوية والرابعة عبارة عن دائرة (o) وهكذا فسألته عن معنى هذه العلامات وكيف اهتدى إليها فقال تعلمتها في حياة البادية حيث كانت توضع على الإبل عن طريق الكيّ بالنار إما في الرقبة أو الورك وتسمى الوَسْم بحيث يُعرف الجَمَل أو الناقة بأنه يعود لشخص من القبيلة الفلانية حتى إذا ضاع أو عاث في إحدى المزارع يسهل معرفة القبيلة التي ينتمي لها صاحبه وإعادته لصاحبه أو مطالبته بما اتلفه من المزروعات. ثم شرح لي تلك العلامات قائلاً ” العرقاة او العرزاه بلهجته ” يعني علامة الزائد (+) تخص القبيلة الفلانيه والمطرق يقصد الخط المستقيم (ـــــ) تعني القبيلة الفلانية وعلامة الحلقه أي الدائرة تعني قبيلة كذا وعلامة المشعاب (1) يقصد الرقم (1) المنتهي بزاويه تعني قبيلة كذا وهكذا ثم قال لقد وضعت لكل موظف علامة على ملفه أعرفه بها وأناوله ملفه دون عناء أدركت حينئذٍ صحة المقولة ” بأن الحاجة أم الاختراع ” وأن الكتابة أياً كان شكلها لا تعدو أن تكون علامات ترمز لمعانٍ معينة وأن العم عبدالله استطاع أن يتغلب بفطرته على مشكلته بهذه الطريقة السهلة والناجحة .

مشاركة :