يتحدث الإعلام الحاقد الموجه ضد الدولة المصرية وشعبها عن صفقة أطلق عليها صفقة القرن والتى تستهدف زعزعة ثقة المواطن فى مؤسساته و الترويج إلى عزم الدولة وقائدها التنازل عن جزء من ارض سيناء لصالح دولة فلسطينية بديلة عن فلسطين المحتلة بالإضافة إلى اجزاء أخرى من الأراضى الأردنية ، و أن صفقة القرن سيناريو أمريكى لمنتج سعودى ومخرج مصرى ، وتصوير العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" والمنوط بها تطهير أرض سيناء من الإرهاب تعد حلقة من حلقات صفقة القرن وكأن الإرهاب الذى يقتل ويدمر هو عائق تنفيذ الصفقة المزعومة ،وتناسي هؤلاء مشهد الرئيس السيسي قبل أسابيع خلال إفتتاح أحد الأنفاق التى ستربط بين سيناء وجسد الدولة المصرية هل هذه الأنفاق تستهدف صفقة القرن ؟ وحديث الرئيس عن تنمية سيناء و إعتبارها مهمة قومية على رأس أولويات الدولة هو الأخر إعداد لصفقة القرن ؟ ، وأن زيارة ولى العهد السعودى إلى القاهرة تأتى فى إطار الإعداد لصفقة القرن المزعومة ، وغــض هــؤلاء البصر عن مشهد ظهور ماكينة حفر الأنفاق العملاقة وهى تشق طريقها فى إصرار للخروج من ظلام النفق الملبد بغيوم الماضى إلى نور المستقبل ، بعد أن أسقطت الحاجز الخرسانى لتستقبل فى سعادة رأس الدولة وجنوده برسالة مفادها "لقد أنجزت المهمة" ، ثم تهدأ لتكشف للعالم عن وقودها وقوتها المحركة ، ذلك الجندى الحامل لعلم مصر بزيه العسكرى المميز ليكمل أسطـــررسالتها بأن التنمية حرب بقاء كاملة الأركان ، وبالنظر إلى الأنفاق سنجد أن الحكاية ليست حكاية الأنفاق التى يتم إنشائها بأيادى مصرية ، والتى تعد أحد فصول معركة التحرر الوطنى التى تتصدرها مجموعة من المشروعات القومية التى ستغير من ملامح الشعب المصرى إجتماعيًا وإقتصاديًا وسياسيًا ، بل الحكاية حكاية سيناء ، فالأنفاق لا تتعدى كونها جسر عبور مستتر أسفل قناة السويس إلى شبه الجزيرة المصرية لتنميتها وإعادة رسم خريطتها الإستراتيجية والأمنية ، ففى الوقت الذى يحمل جنود الشعب سلاحهم ويطاردون الإرهاب ، هناك جندى أخــــر خلف ماكينة ضخمة يفتح الطريق لشعب بجيشه و أمواله ووعيه لتنمية وتسليح سيناء بإعمارها .وإصرار الدولة وقياداتها السياسية على تنمية سيناء يثير أعداء الوطن بالداخل والخارج ، وبخاصة الدول الطامعة التى لا يمكن تجاهلها فالتاريخ يؤكد أن لمصر دائمًا وأبدًا عــدو يتربص بها ويحلم ويعمل على سحقها ، ويؤكد أيضًا أن شبه جزيرة سيناء هى بوابة الدخول ، بداية من الهكسوس والتتار والصليبيين وصولًا إلى إسرائيل فى 1967م ، لذلك فتنمية سيناء تعنى بناء حصن منيع لمصر وشعبها سيترتب عليه بالضرورة مزيدًا من الضغوط الأقتصادية والسياسية والإرهابية والتى يأمل راعيها النيل من الإرادة المصرية ، التى يعتمد فيها على زعزعة ثقة الشعب فى ذاته ، فالشعب هو العامل الأساسي فى قوى الدولة الشاملة فبدون الإرادة لا وجود للقوة ، لذلك رأينا الآلة الإعلامية العدائية قبيل الإنتخابات الرئاسية تروج للعديد من الإشاعات وعلى رأسها إتفاقية القرن المزعومة طمعًا فى غرس بذور إحباط وطنى يساهم فى تآكل شعبية الرئيس ولكن رد الشعب جاء قوى مدوى فخرج الشعب بكل فئاته للمشاركة فى الإنتخابات الرئاسية ليمنح قائده شرعية أكثرعمقًا وثباتا ً ليؤكدًا أنه شعب فــــولازى خفيف الحمل قاسي التحمل .
مشاركة :