زين ربيع شحاتة يكتب: البلطجة من الشاشة إلى الصحافة

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تابعنا جميعًا فى حزن أخبار الإعتداء على موقع "صدى البلد" الاخباري ، ليس حزنًا على موقع يرجع له الجمهور لتقصى الأخبار والتحقق من الشائعات فى زمن الحروب الإعلامية ، أو للإطلاع على تحقيقات صحفية وموضوعات يراعى فيها قدر الإمكان الحيادية والمصداقية ، لكن لرؤية مشهد سينمائى لإقتحام خارج نطاق القانون لكيان صحفى سلك مسارا مغايرا لقائد مشهد الإقتحام ليس على شاشة السينما المصرية التى إحترفت وأدمنت مثل هذه المشاهد ، بل على شاشة كاميرات مراقبة لصحيفة وطنية لها رصيد إعلامى فى نفوس ووجدان قطاع عريض من الشعب المصرى بمختلف شرائحه الإجتماعية، مشهد لم يزرع الخوف أو التشكك فى قوة وقيمة وأعباء الكلمة فى نفوس العاملين بـ "صدى البلد" و الذين شاركوا فى هذا المشهد رغمًا عنهم ، بإستقبال رجال مدججين بشتى ألوان الغضب و الإصرار على العنف كوسيلة للرد على من يختلف معه فى الرأى أو حتى السلوك ، لأن زراعة الخوف فى ظل سقف نظام قانونى يحترم الجميع هيبته لن تنبت أو تثمر.وما أثلج صدور الصحفيين داخل "صدى البلد" وخارجه ، بيان الهيئة الوطنية للإعلام والتى صارعت بإدانة هذا التصرف ودعم المسار القانونى الذى يضمن حقوق وواجبات كل العاملين فى الحقل الإعلامى وكذلك المواطن و الكيانات التى تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالإعلام ، وكذلك تصريحات الكتاب والصحفيين داخل "صدى البلد" وخارجه، أصحاب أقلام حملوا على عاتقهم واجب الدفاع عن أى كيان صحفى يتعرض لأى إحتكاك خارج نطاق القانون الذى يضمن الحقوق والعدالة ذراعى الإستقرار والسلم الإجتماعى.ولا يمكن لهذا المشهد أن يمر أمام أعيننا جميعًا سواء كنا أفرادا أو مؤسسات مرور الكرام ، بل على المؤسسات الثقافية الرقابية أن تنقح الأعمال الدرامية و السينمائية من شتى ألوان البلطجة والعنف ، والتى تسهم بشكل مباشر فى نشر ثقافة العقاب الجسدى بعيدا عن القانون الذى تنفذه السلطات المفوضة دستوريا للفصل فى النزاعات تجنبًا للعنف الذى يخلف الفوضى ويهدد الأرواح والسلم العام ، وقبل الرقابة المؤسساتية هناك رقابة ضميرية على كل من يعمل فى المجال السينمائى بداية من المؤلف الذى يخط بيده الخط الدرامى للعمل والفنان الذى سيجسد هذا العمل، فالمكاسب المادية أو المعنوية ستكون مؤقته كالذى ينتصر بالحرب ، وسيأتى يوم يلفظ الجمهور هذا النوع من الفنون و يلفظ معها العاملين عليها.والرسالة التى على الجميع أن يعيها جيدًا أن الدولة المصرية وأجهزتها تخوضان حرب بقاء وتحرر وطنى تحتاج فيها إلى كل جهد مخلص يساهم فى بناء الوطن ، و لا تحتاج إلى صراعات يظن القائمون عليها أن لهم من النفوذ و الشهرة ما يتيح لهم شغل الساحة الإعلامية أو القضائية بموضوعات قزمية ، هناك ما هو أهم بالرعاية إعلاميًا وقضائيًا و ثقافيًا لتحيا مصر.

مشاركة :