أعني ذلك المصطلح السياسي الذي يتكرر في نشرات الأخبار (حكومة تصريف الأعمال)المصطلح فيما أظن واضح لا يحتاج إلى تعريف. حكومة من وزراء برئيسهم وبرنامج عمل انتهت مدتّها القانونية أو قدمتْ استقالتها ولكن لسبب أو لآخر بقيتْ لتصرّف أعمال الدولة وشئون الناس حتى يتم تعيين حكومة جديدة. تابعت ما يحدث في دولة عربية يصرّف أعمالها حكومة مستقيلة منذ أكثر من 8 أشهر. لن أتحدث عن التفاصيل ولكنني سألت نفسي: ما الذي اختلف في حياة الناس. الناس البسطاء مثل سائق التاكسي، بائع الخضار، الفلاّح، تلميذة في المرحلة الابتدائية، قاطع تذاكر في صالة سينما..الخ. هل توقفت حياتهم على حكومة مغادرة وأخرى قادمة؟ هل جاعوا أو تأرّق نومهم أو توقفوا عن سماع فيروز في صباحاتهم؟ هل توقف الناس عن السفر أو تعطلت المطارات ووسائل النقل والمواصلات؟؟ يطول مدى الأسئلة لهذا سأختصر وأقف عند مقولة العرب " كلّه ماشي بالبركة " يعني ربما يكون تأثير "الوزارة" على بسطاء الناس وعامتهم محدوداً بل محدود جداً. يهم الناس في الواقع توفير الأمن في الداخل والحماية من أخطار الخارج وبقيّة شئون حياتهم يمكن أن تسير دون تدخّل من أحد. الشيء بالشيء يُذكر أقول أن مفردة "تصريف" تعني في مجتمعنا المحليّ "زحلقة" بمعنى آخر "تطييب خاطر "بكلام ووعود لكن لا يقبض الموعود إلاّ على الريح في الغالب.الخوف أن يفهم أحدهم أن تصريف الأعمال يعني تصريف الناس بالمفهوم المحلّي فيتم تعيين موظف إن لم يكن عدّة موظفين مهمتهم تصريف الناس بمعسول الكلام دون الالتزام بوعد معين لقضاء حوائجهم المهم أن يغادروا الدائرة أو الجهاز وهم كما دخلوه أوّل مرة يعني "بلا شيء". هل يوجد لدينا في الحقل الإداري من يُصرّف الناس ويزحلقهم دون تحقيق مطالبهم؟ نعم يوجد للأسف الشديد وعلى كافة المستويات الإدارية لهذا يُضطر الناس إلى مراجعة الدواوين العُليا والوقوف أمام قادة البلاد لعرض شكاواهم ومطالبهم في الوقت الذي لدى القادة من جسام الأمور داخلياً وخارجياً ما هو أكبر من هذه الشكاوى أو المطالبات التي يُفترض تلبيتها من التنفيذي المتخاذل أو المسؤول المُزحلِق. ألا يُفترض بالأجهزة الرقابية المُختلفة الوقوف عند باب تلك الدواوين كي تتعرف من المُراجعين لها على الأجهزة المتخاذلة عن القيام بمهامها ومن ثم تطلب محاكمة ومعاقبة المُقصّر؟؟
مشاركة :