مشروعات بلا قيمة | م. طلال القشقري

  • 11/20/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

فوجئت عندما أخبرني الدكتور حسين جمعة، وهو مدرب مصري معتمد للهندسة القيمية، أنّ المملكة هي أول دولة في الشرق الأوسط أدخلت واستخدمت الهندسة القيمية في مشروعات جهاتها الحكومية التي تزيد تكلفتها عن ١٠ملايين ريال، وكان هذا قبل حوالي ٣٠ سنة أو ٦ خطط خمسية!. ولمن يجهل ماهيّة الهندسة القيمية (Value Engineering) أقول له: إنها تقنيات علمية مُتخصصة، ابتكرها ٣ مهندسين أمريكيين، هم لورانس مايلز وجيري ليفتو وهاري إرليكر، من شركة جنرال إلكتريك، بعد الحرب العالمية الثانية، وتُمارَس الآن لاستحداث البدائل الهندسية الفعّالة التي تُتيح إنشاء أيّ مشروع بنفس هدفه أو أكثر، وبنفس جودته أو أعلى، وبنفس مدّة إنجازه أو أسرع، وبتكلفة أقل!. وعلى هذا الأساس يُفترض أن تكون مشروعاتنا خلال الـ٣٠ سنة السابقة، خير نموذج للمشروعات، على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، هدفًا، وجودةً، وسرعةً، وتكلفةً، فكيف يحصل عكس هذا لبعضها؟!. الغريب أنّ عدداً من جهاتنا تنظم لمنسوبيها سنويًا مئاتٍ من ورش العمل المتخصّصة لاكتساب مهارات هذه الهندسة السحرية والمفيدة، في الداخل والخارج، وتصرف عليها مبالغ ضخمة، ومع ذلك لا يشعر المواطن بفائدتها على أرض الواقع!. هناك حاجة خطأ يا جماعة، إمّا في هذه الهندسة القيمية، تجعلها هندسة نُص قيمية، أو ربع قيمية، أو ربّما لا قيمية، وإمّا في تلك الجهات!. فإذا كانت هذه الحاجة الخطأ في الهندسة القيمية، فأطالب بإلغائها لدينا على الفور، وإغلاق الباب في وجهها، بالضبّة والمفتاح، لأنّ الباب الذي تجيء منه الريح سُدّه واستريح!. أمّا وما أدراك ما أمّا؟ إذا كانت الحاجة الخطأ في بعض جهاتنا، فأقول كما قال الشاعر المصري كامل الشنّاوي في فاتحة قصيدته (لا تكذبي): إذ قال: ماذا أقول؟ نعم، ماذا أقول؟ فلم يعد القول يفيدُ، غير القول الذي يجلب الإحباط، ألا وهو أنّ شهرزاد أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المُباح!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :