دمشق: من أموية إلى صفوية | سالم بن أحمد سحاب

  • 9/12/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

من روائع نزار القباني مناشدته الشام قائلاً: يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها فامسحي عن جبيني الحزنَ والتعبا يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ زُهــوًا.. ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـه فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا أين هما عينا معاوية -رضي الله عنه- الصحابي الجليل، أول خلفاء بني أمية؟ أين عيناه عن الذي يجري اليوم في دمشق تحديدًا، وفي الشام عمومًا! اليوم يسعى المجوس الصفويون بكل ما أوتوا من حيلة وقوة لتهجير أهل السنة من دمشق إلى خارجها قسرًا وقهرًا وبطشًا؛ كي تصفو عرقيًّا وطائفيًّا لأفاعي النصيرية، وذئاب الصفوية، وبقايا المجوسية! ونقلت بعض الصحف العربية أن عمال محافظة دمشق (وتحت حماية قوات أعتى أفرع النظام العسكرية) يهدمون منازل آلاف العائلات من أهل السنّة في حي المزة، وفقًا لمخطط إيراني صفوي يمتد مئات الهكتارات، ويشمل أغلب شوارع المزة، وهو ما سيؤثر في قرابة مئتي ألف سوري، وفقًا للتقرير نفسه. يقول أحد سكان حي المزة من السنّة: (سنخرج من منازلنا من دون أي تعويض مالي، أو سكن بديل إلى العراء والتشرّد، وفي كل يوم تتسلّم عشرات العائلات أوامر إخلاء تقضي بطرد أصحاب المنازل خلال 48 ساعة، فقمنا وكآخر محاولة لمنع تهجيرنا قسريًّا ببناء جدار بشري في حي المصطفى ضمن بساتين المزة، وهو من الأحياء التي أُبلغت مؤخرًا بإخلاء المدنيين لتنفيذ عمليات الهدم التي بدأت فعلاً). وأول العلقم سيكون مشروع بناء (الأبراج الإيرانية) على نفقة طهران طبعًا. وفي الأبراج سيسكن نصيريون، ومجوس، وصفويون، ولا غير ذلك. رحم الله أحمد شوقي إذ وصف -قبل عقود مضت- حال أمتنا اليوم، فقال: سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافِي جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالِي جِراحاتٌ لَها فِي القَلبِ عُمقُ salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :