عندما تغيب الأولويات! | سالم بن أحمد سحاب

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هناك قضايا لا أفهمها، تُثار على المستوى العربي، تنبع من ما يُسمّى بالجامعة العربية التي تسكت دهرًا على قضايا خطيرة جدًّا، تم تشرع في الحديث عن قضايا أخرى هامشية المضمون، أو خيالية التطبيق في ظل الظروف التي تعيشها أمتنا من المحيط إلى الخليج. من هذه القضايا، تلك التي استمرت مطروحة للنقاش عدة أشهر، حتى سارعت المملكة (مدعومة من دول الخليج الأخرى) إلى طلب إرجاء النقاش فيها إلى أجل غير معلوم. إنها قضية القوة العربية المشتركة، أي جيش عربي موحد. لن أتعرض لأهداف هذه القوة، ولا لهيكلتها الإدارية والعسكرية، ولا لآليات عملها، ولا لكيفية تلقي أوامرها، ولا لميزانياتها، ولن أسأل عن الرابط بين عناصرها إذا افترضنا أن جندها وطواقمها يأتون من كل أصقاع العالم العربي! كيف ستتحرك هذه القوات إذا كانت دول مثل المملكة بقيادة حكيمها سلمان ترى في نظام بشار الأسد مثلاً شرًّا لا بد أن يزول، في حين يراه آخرون حاكمًا شرعيًّا لا يمكن بلوغ حل لأزمة سوريا دون بقائه، ومشاركته، ورعايته؟! لكني أود أن أسأل عن الأولويات الفعلية الأخرى التي نامت عليها منظمة قديمة سمّيناها الجامعة العربية، وهي بالكاد تستيقظ للأسف الشديد! أين مثلاً القوة العربية الاقتصادية المشتركة؟ أين القوة العربية العلمية المشتركة؟ أين القوة العربية البحثية المشتركة؟ أين القوة العربية الصناعية المشتركة؟ كل هذه العناوين المهمّة جدًّا تُوضع جانبًا كي نقفز إلى قوة عسكرية مشتركة مبهمة الأهداف والغايات، ضبابية البرامج والمشروعات! قطعًا لن تكون هذه القوة (المشتركة) موجهة لاسترداد فلسطين المغتصبة، ولا لحفظ «القدس» المنتهكة! ولا لردع طغمة بشار الباغية، أو قوات علي عبدالله صالح الظالمة! اقتراحي أن تُحال هذه (الجامعة العربية) إلى المعاش، وأن تُعطى الفرصة لهيئات أخرى تنطلق من جغرافيا أصغر مساحة، وأكثر تجانسًا، ثم تتّسع لتضم مزيدًا من الدول الأعضاء تدريجيًّا من تلك التي تتفق في الأهداف والغايات، وفي المثل والقيم. إنها أسئلة حائرة موجّهة إلى منظمة شبه نائمة! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :