“مسيكين” المتقاعد!! | علي خضران القرني

  • 7/12/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

** الحديث عن أحوال المتقاعد بعد إحالته للمعاش.. واستقباله حياة جديدة أمله أن تسودها الراحة والرحمة والسعادة.. بعد سنوات من الخدمة الوظيفية الطويلة التي عانى فيها شتى المصاعب والمتاعب والمشقة.. ثم يفاجأ في النهاية بحياة بائسة تعكس سوء ما كان يؤمله من آمال وطموحات تحمل في ثناياها الراحة بكل ابعادها ومعانيها. ** وقد كثرت الكتابات والمطالبات في الآونة الأخيرة عن المتقاعدين وما يجب أن يسود حياتهم الجديدة من تقدير والعناية والاهتمام وتوفير التسهيلات التي تمكنهم من اتمام بقية أعمارهم في راحة وهدوء واستقرار.. بدلاً من التناسي واللا مبالاة كما نلمسه في حياتهم اليوم.. أسوة بمتقاعدي العالم المتحضر، وما ينالونه من مغريات وحسن معاملة وتقدير بعد تقاعدهم. ** ومن الكتابات الجيدة المعبّرة عن حقوق المتقاعدين ما كتبه الكاتب القدير والمربي الفاضل الأستاذ:عبدالله فراج الشريف بهذه الجريدة بتاريخ 20/8/1434هـ بعنوان (المتقاعدون وحقهم في حياة أفضل) موضحًا ما يجب على الجهات المعنية تجاه المتقاعد بعد تقاعده تكريمًا له على الخدمة الطويلة والجهود المضنية التي أمضاها، في خدمة أمته ووطنه.. وما كتبه أيضًا الكاتب المهندس طلال قشقري في عموده (بضاعة مزجاة) بتاريخ 20/8/1434هـ يؤكد فيه حاجة المتقاعد إلى نظرة عادلة تحقق له الراحة والاستقرار.. ولكاتب هذه السطور مشاركات عديدة في هذا الجانب كلها تصب في العناية بالمتقاعدين (استقرارًا وحياة)، وقد أوضحت فيها شواهد عدة لما يلاقيه المتقاعد في البنوك والشركات والمؤسسات والمستشفيات والمصالح الحكومية من عدم المبالاة بالمتقاعدين من حيث تميزهم في المعاملة وقضاء حاجاتهم؟ واعتبارهم في عداد الأموات! ** وللعناية بالمتقاعدين في شتى أحوالهم.. فقد انشئت هيئة باسمهم تتولّى شؤونهم التقاعدية والخدمية وما يدور في محيط ذلك من إجراءات.. أسندت مسؤوليتها إلى رجل من خيرة الرجال (خلقًا وتواضعًا وإخلاصًا واستقامة) إنه الأخ الفريق الطيار عبدالعزيز الهنيدي قائد القوات الجوية السعودية بوزارة الدفاع والطيران سابقًا. ويبدو أن هذه الهيئة لم توفق في مسيرتها لضعف إمكاناتها وخاصة المادية والتي تعتمد على جهود فردية وخيرية لا تمكنها من النجاح! ** وأكرر هنا ما سبق ان قلته في أحد مقالاتي حيال هذه الهيئة (اذا أردنا لها النجاح وبلوغ المقصد والهدف.. فالضرورة تقتضي ارتباطها بالدولة كمرفق رسمي يتبع في إدارته لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. وتخصص له الميزانية والآلية والهيكل الإداري والتنظيمي.. ومن خلال ذلك تستطيع تحقيق رسالتها الطموحة نحو المتقاعدين. ** أما إذا بقيت على وضعها الحالي فلن تستطيع أداء الرسالة المنوطة بها كما ينبغي لها لأن الدعم الخيري والاحتساب الوظيفي الذي تسير عليه حاليًّا لا يفي بجزء من التزاماتها ومصيرها إلى التوقف مثلها مثل غيرها من المؤسسات المماثلة والمتعثرة لضعف إمكاناتها وقلة مواردها وبالله التوفيق.

مشاركة :