احسب النداء عليّ Call me collect - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 1/11/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

يندر العذر إذا تلقى أحدنا مكالمة من صديق أو من عدو (بنك مثلا !) يُذكّره بحلول قسط. وصار الهاتف النقال يُظهر رقم الطالب، ولا عذر للمستقبل بالتجاهل. والعمالة أو شركات النقل لا تتحدث، بل تترك لك (مس كول)، حتى تُعيد المكالمة على حسابك. وMiss call تلك جاءتنا مع تطبيقات الهاتف، وقبل ذلك ما كنا نعرفها. الأمريكان – إبان رواج الثابت – كان عندهم مصطلح Collect أي يستطيع طالب الرقم أن يذهب إلى تلفون عام ويكلّم الداخل والخارج . فقط بعد أن يستأذن شركة الهاتف الطرف الثاني. الجوّال، أو الهاتف النقال أضاف إلى ثقافتنا اللغوية مفردات يصعب علينا استعمال غيرها. أو بديل عربي لها. فالجملة الانجليزية تعني "نداء مفقود" أو فات على مستقبله الإجابة عنه. وأصبحت الجملة معروفة عند الصغار وكبار وكبيرات السنّ. فلم أسمع عبارة عربية أو ترجمة يتعاطاها الناس تقول "نداء مفقود" أو "مفتقد". أظن أن فجوة الأجيال التي تحدّث عنها باحثو علم الاجتماع بدأت تختفي بسبب سرعة وتلاحم وحضور التقنية وضروراتها للحياة. لا يوجد الآن شيء اسمه عدم تكافؤ الفهم، أو ثغرات واسعة في التسلسل، فما أن نسمع عن المُنتج (بضم الميم) إلا وقد وجدناه أمامنا معروضاً، انشقت الأرض عن عباراته ومصطلحاته. حتى إننا بدأنا باستعمال مفردات خاطئة، فقط لأننا سمعناها في البث الفضائي. فكلمة "يُغطّي" أي ينقل الحدث، أو يستعرضه على أرضه، يجب أن تكون "يكشف" فالذي ذهب لتغطية افتتاح معرض.. مثلاً، هو "لا يُغطّي" بل "يكشف" ومع هذا قبلنا المفردة على علاتها وصرنا نستعملها دون تردد. ربما لأننا سمعناها من فم مذيعة.. أو مذيع.

مشاركة :