مساكن خمس نجوم على الأرصفة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 3/23/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بدايات التعمير وانطلاق برنامج صندوق التنمية العقارية في المنتصف الأول لتسعينيات القرن الهجري الماضي يشاهد الناس المناظر المألوفة في شوارع مدينة الرياض. وهو بساط ممتد بعيد صلاة العصر وعليه قوم يشربون الشاي وبعضهم يحرص على القهوة. وقد جلس صاحب المكان وحوله جماعة من الجيران أو الأصحاب يتبادلون الحديث. في تلك الجلسة يكون صاحب البناء ينتظر "شحنة" أو سباكاً أو معلّم "عظم". هذا في المراحل الأولى. وربما كان ينتظر عروضاً من أهل الدفن أو الحفر. فهو - أي صاحب المبنى - يقضي تلك الفترة دون وجع الانتظار لكونه مع أصحابه من حديث لحديث. وإن جاء المعلّم اليوم فحسن، أو هو سيأتي غداً أو بعد غد. رأس مال الانتظار هو بساط وحافظة شاي كبيرة وحافظة ماء بارد (وماهنا عجلة). والبلدية لا تُعارض البساط ولا من يجلس عليه. ولا ترى ما تراه الآن من حاويات وبيوت جاهزة تعترض الشارع وتُعرقل المركبات، وقوفاً ومروراً. البناء والتعمير الآن يحتاج إلى بيت جاهز تسكن فيه الحراسة والعمالة، وربما المهندس، ذلك البيت مكيّف، ويتسع لعدد من الأشخاص، ويصل في درجته إلى النجوم الخمس، لأنك ترى المكيفات الجديدة. وهو في الشارع، ويبقى في الشارع شهوراً إن لم أقل سنين، وسيارة البلدية تمر قبالته صبح مساء، ولا أدري هل لهذا "الشيء" رخصة، أم هو "خصوصية" محلية، أم أن السماح بها متوقف على فئة معينة، أم غير ذلك أحلام لسنا بها بعالمين. ويستغرب السكان في الأحياء ما أسموه تعدي الشركة المنفذة للمشاريع الخاصة أو العامة، وذكر كثير من المواطنين أنهم طلبوا مراراً عديدة من الجهات المختصة إزالة البيوت الجاهزة التي أقامتها هذه الشركة لعمالتها على الأرصفة لكونه من غير المناسب إسكان عمالة من وسط منازل العوائل. ولا يخفى على البلديات دورها في مراقبة تجاوزات الشركات والمؤسسات المنفذة للمشاريع الأهلية. ولدي اليقين بأن المسؤولين في البلديات يستطعون الإتيان بأفكار لا تجعل مثل هذه المشاكل عصيّة على الحل. كأن يفرضوا على صاحب المشروع أن يتأكد من إدخال السكن المحمول (البورتبل) إلى داخل محيط المشروع. ولا يجعلون من حق الاجتياز السليم مسخرة يضحك عليها كل عابر.

مشاركة :