الذهنيات المتأثرة بسياسة الشرق الأوسط، تتوقع سقوط تصويت بركزت، وتتفاءل بإلغائه، بأن تعلن المحكمة الدستورية بطلان التصويت، أوعدم شرعيته، أو الرغبة في إعادته بدخول الشباب، أو قبول وثائق إعتراضية مليونية ضده، كل ذلك أحلام الدول المتخلفة ديمقراطياً، فالزمن لا يعود للوراء، وعلينا التفكير في تبعاته، وليس نقضه. صمود «بركزت» يعتمد على ثلاثة معطيات، سياسية وإجتماعية واقتصادية، من الجانب السياسي، تقديم رئيس الوزراء إستقالته دليل على أن الأمر ليس فيه تراجع، ولن يخضع لأي تبريرات أخرى، وأنه قرار حاسم، وكل زعماء العالم تعاملوا معه على أنه نهائي، فالرئيس أوباما، وإنجيلا ميركل، كانت كل ردود الفعل عندهما التعامل مع المرحلة القادمة. من الجانب الاجتماعي، كل الأنظمة السياسية الغربية، قائمة على مبدأ الديمقراطية، والتصويت والإنتخاب، والتراجع في واحد منها، انهيار لكامل النظام، وكل المرشحين يكون الفارق بينهم نسباً بسيطة لاتتجاوز 1%، وهي اللعبة التي يجب أن يحترمها الجميع لتدوم وتحكم الجميع، وأي تراجع أو تشكيك فيها سوف يفتح عليهم أبواب جهنم، ولن يقبل بعدها تصويت ولا إنتخاب. من الجانب الاقتصادي،انهيار الإسترليني ونزول قيمته لأقل مستوى خلال الثلاثين عاماً الماضية ليست خطوة تجريبية، قابلة للتعديل، والتراجع، فهذه خسائر تمت، وقد نشرت بلومبيرج حجم خسائر أكبر 400 من أثرياء العالم فكانت في ليلة الجمعة وحدها 127 مليار دولار، أكبرهم صاحب محلات زارا الذي خسر وحده 6 مليارات، وتقاسم البقية الخسائر بما يساوي في المتوسط مليار دولار، لكل منهم، مثل بيل جيتس، وصاحب الأمازون جيف بيزوس، والبريطاني، جيرالد جروزفنور. # القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الرئيس الأمريكي الراحل، دويت إيزنهاور: لايمكنك أن تقود الناس بضربهم على قفا رؤوسهم، هذا تهكم وإهانة وليس من القيادة في شئ.
مشاركة :