ارتفعت أرباح (البنوك السعودية) إلى (11,7 مليار ريال) بنهاية الربع الأول من العام 2016 بزيادة (5%) عن أرباحها في الربع المُـقَـارن من العام السابق. هذا ما بَـثّـتـه بعض وسائل الإعلام قبل أيام، وهذا الخبر يؤكد أن (بنوكنا) - ما شاء الله، واللهم لاحَـسَـد - تواصل تحقيق الأرباح دون أن تتأثر بظروف وتقلبات الأسواق العالمية!! أما السبب فلأن معظم استثماراتها إنما هي قُـروض للمواطنين؛ وفق عمولات تراكمية هي الأعلى في العالم، والأكثر أماناً لأنها اقتطاع من الرواتب، ودون أن تَـفْـرِضَ عليها الحكومة أية ضَــرائب! وفي ظِـل ذلك الـبَــذَخ الذي تتمتع به (المصارف السعودية) الذي جعلها تتنافس في بناء مقرات مملوكة لها في طُـرق وميادين رئيسة في معظم المناطق والمحافظات، يأتي السؤال المكرّر: ماذا قَــدمتْ لخدمة الوطن والمواطن؟! وهنا لابد من التأكيد على أن خدمة المجتمع أصبحت فريضة على المؤسسات التجارية الكبرى في دول العالم المتقدمة، واستجابة لذلك التوجه قامت (البنوك) عندنا بإنشاء إدارات للمسئولية الاجتماعية ضمن منظومة هياكلها الإدارية؛ ربما لِـذَرّ الرّمَـاد في العيون؛ لأن القليل منها كانت له برامج فاعلة في ذاك الميدان! واليوم وفي عصر (الـحَـزم، والتحولات الإيجابية) التي تعيشها بلادنا حَـان الوقت لوقفة جَـادة وصادقة مع (البنوك) بحيث تُـلْـزم بأساليب قانونية أن تقوم بواجبها في خدمة المجتمع؛ كـأن تعمل على بناء مستشفيات أو مراكز طبية أو وحدات لِـغَـسِـيـل الكِـلَــى، وأن تتبنى جمعيات رعاية الأيتام والـمُـسِـنّـين والأرامل والمطلقات، والـغَـارمين، وأُسَـر السجناء والـمُـفَـرج عنهم، وكذا إنشاء مشروعات تنموية تَـخْــلْـق فُـرَص عمل حقيقة للشباب! أيضاً من المهم أن تعاد صياغة عقودها مع العملاء بما يضمن حقوقهم، وذاك بأن يكون لهم تمثيل عند إقرارها من (مؤسسة الـنّـقْـد)؛ فمن العجيب الغريب أن كل الشروط والبنود في تلك العقود في صالح البنوك فقط، بل إنها تمارس دور الخَـصْـم والقاضي، عند النزاع مع العميل؛ فبمجرد خطاب إلى (سِـمَـه) تسجنه في القائمة الـسَـوداء، هكذا دون تحقيق أو صدور أحكام! أخيراً طائفة من المواطنين تعاني اقتصادياً كـمحدودي الدخل من الموظفين والمتقاعدين، وهم أسَــارَى لقروض البنوك؛ فهل تعاد جِـدولة ديونهم، ولعل قراراً يصدر بإجبار المصارف على عدم اقتطاع الأقساط من رواتبهم في شهر رمضان من كل عام ، والشهر الذي يسبق دخول المدارس لمساعدتهم في الأعباء المالية الكبيرة لهذين الشهرين؛ فضلاً قـولي: (تَــمّ يا مؤسسة الـنّــقْـــد)! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :