نعي الأمانة | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

رصدت السي إن إن، العربية، تناقضاً بين تعليقين مختلفين على نفس الحدث وعلى نفس الصورة، وهي صورة الطفل السوري عمران، لكل من الرئيس بشار الأسد، وزوجته أسماء الأسد، وبغض النظر عن التناقض، إلا أن التعليقين يشتركان في صفة واحدة، نعي الأمانة. من لم يتأثر بصورة عمران، التى أبكت العالم، واعتبرته واشنطن (الوجه الحقيقي للحرب)، حيث قال المتحدث باسم الخارجية في حينه، (هذا الفتى الصغير لم يعرف يوماً في حياته إلا الحرب، والموت والدمار والفقر في بلاده). جلس عمران ذو السنوات الخمس داخل سيارة إسعاف مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه، قبل أن يحدق مذهولاً في عدسة المصور بعد دقائق على إنقاذه من غارة استهدفت منزله بمدينة حلب، هي صورة للمأساة السورية المتعاظمة ومصير الأطفال فيها، ويقول المصور محمود رسلان، لوكالة الصحافة الفرنسية، التقطت العديد من صور الأطفال القتلى أو الجرحى جراء الغارات اليومية التي تستهدف الأحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب، ويضيف في العادة يفقدون وعيهم أو يصرخون، لكن عمران كان يجلس صامتاً، يحدق مذهولاً كما لو أنه لم يفهم أبداً ما حل به. تعليق بشار الأسد أن الصورة مفبركة، كان في حديثه لقناة سويسرية، عندما أخرج له المذيع الصورة قال نعم بالطبع رأيتها، ولكنها غير حقيقية، بينما أدلت أسماء الأسد في مقابلة أجرتها معها قناة روسيا، قائلة:» لماذا لم يحظ مصير أطفال قرية الزارة السورية بنفس التغطية الإعلامية التي حظيت بها مأساة إيلان وعمران؟». الصورة حقيقية، والمصور حقيقي، والحادثة حقيقية، ولكن القلوب القاسية، قلوب منتكسة، تدفن الحقيقة، وتكذب بكل وقاحة، وهي تعلم أنها تكذب، لأن عديم الرحمة، عديم الإنسانية. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول نورمان شوارتسكوف: القيادة ناتج مُركبّين: الإستراتيجية والأمانة، وإن لزم التضحية بإحداهما، دع الأولى واستبقِ الثانية.

مشاركة :