أدوات الإبداع بأيدٍ عابثة.. - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 3/15/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الموسيقى والشعر والتشكيل والمسرح والكتابة بعض من أوعية الإبداع البشريّ، وحين تتفاخر الأمم بشعرائها ليس لأنهم أبواق يمكن النفخ فيها أو استخدامهم في "البروباغندا" وتلميع الأكاذيب بل بسبب إبداعاتهم وفنّهم الفريد. دعونا مما حدث في تاريخ الشعر العربي وحتى اليوم من قصائد بعض الشعراء غير المحترمين أو المتسولين وهذا بالطبع لا يؤثر على مسيرة الشعر أو قيمته الفكرية والإبداعية. حينما عرّف الدكتور إحسان عباس الشعر بأنه في ماهيته الحقيقيّة هو تعبير إنساني فردي يتمدد ظلّه الوارف في الاتجاهات الأربعة ليشمل الإنسانية بعموميتها فقد لامس الحقيقة. ألا يطرب المتذوق لقصائد أنتجها شعراء من كل الجهات الأربعة وتمدد ظلها للكون. الأرجنتيني بورخس والاسباني لوركا أو الروسي بوشكين وقصائد الهايكو اليابانية وقصائد الشعراء العرب في عصرنا الحديث وغيرها أليست إبداعاً معولماً تتلقاه الأذواق ومختلف المشارب؟ لماذا؟ لأنها مشاعر خالصة صادقة أنتجتها النفس الإنسانية دون زيف ولا مصلحة ولا "سوق نخاسة". لماذا اكتب عن الشعر ولستُ بشاعرٍ؟ بكل صدق، قد آلمني ما يتداوله الناس هذه الأيام مما قيل عنه "شعر" وهو في حقيقته لا يمت للشعر بصلة. مُتشاعر أو هو مستشعر عنصريّ متسوّل أساء لبلادنا بسبب اختلاف في وجهات النظر بين حكومتنا وحكومة دولة خليجية صغيرة بسبب مواقفها المشبوهة. رد عليه شاعر من هُنا يعتقد بأنه يدافع عن موقف بلادنا وليته لم يفعل. أُدرك مشاعره وحميّته، لكن هل الرد يكون بنفس الأسلوب السوقي الذي انتهجه ذلك المستشعر؟ وهل دور الشعراء تلقيم الحطب للنار؟ يقول المقنّع الكندي وهو من هو في مكانته الرفيعة داخل عشيرته: وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمّي لمُختلف جدّا فإن أكلوا لحمي وفرْتُ لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد القديم عليهمُ وليس رئيس القوم من يحملُ الحقدا لهم جُلّ مالي إن تتابع لي غنى وإن قلّ مالي لم أكلفهمُ رِفدا. في الشعرِ: فروسية، نُبل، محبه، رهيف مشاعر وخيال ثم كثير من حِكمة وتأمل. أجزم بأن ما يسمعه الناس في قضية "دولة القناة الفضائيّة" ما هو إلاّ صفصفة كلام عنصري سامج. اعذروني لو أوردت أشهر مقوله ترددت فيما سُمي بالربيع العربي: "من أنتم"؟ نعم من أنتم يا من تتراشقون بسوقيّ الكلام؟ أتعتقدون بأنكم تعبّرون عن ضمير الأمّة؟ أجزم بأن الشعب يقول لكم: "كفّوا عن هذا الهياط فإنكم لا تمثلون إلا أنفسكم".

مشاركة :