قبل أسابيع قليلة، وفي المركز الإسلامي لمدينة بوسطن الأمريكية تحدَّث السيد «شاهين أخطر» إلى ثلاثة من زوار المركز من غير المسلمين عن القرآن الكريم، وكذلك عن حقيقة أن الرئيسين الراحلين الأقدمين «توماس جيفرسون» و»جون أدامز» امتلكا نسخًا من القرآن (المترجم) للتدليل على أن للإسلام جذورًا قديمة في القارة الجديدة، وأنه ليس طارئًا على المجتمع الأمريكي كما يظن البعض. كان ذلك الحوار جزءًا من النشاط السنوي الرابع الذي يقيمه المركز تحت عنوان: (تعرَّف على جيرانك المسلمين)، وقد شهد نشاط هذا العام حضورًا طيّبًا من المسلمين ومن غير المسلمين الذين قدموا للتعرَّف على الإسلام. ذلكم بالطبع جزء من المرونة الكبيرة التي يتمتع بها الناس في الغرب، كل الذي يتطلَّبه أي نشاط؛ جهد العاملين وتعاونهم لإخراج النشاط في صورة مُنظَّمة لائقة تُحقِّق الأهداف المنشودة، بعيدًا عن موافقات عليا وتراخيص رسمية وبيروقراطية. باختصار من شاء أن يعمل، فليعمل ضمن الإطار العام للمجتمع، فلا يجرح السلم العام، ولا يثير الكراهية، ولا يخرج عن التقاليد السائدة، ولا يؤذي جيرانه ومن حوله. ومن أنشطة المركز إقامة دروس متنوّعة، منها درس الأحد للأطفال المسلمين، عدا دروس للكبار خلال الأسبوع، وتلكم من صلب أنشطة المراكز في الولايات المتحدة، والتي تتجاوز بكثير شعائر إقامة الصلوات المفروضة، فالمركز فعلًا يلعب دورًا حيويًا مهمًا للجماعة المسلمة التي تحتضنه. ولعلّ من أهم الأنشطة في الوقت الراهن مواجهة ما يُسمى الإسلام فوبيا، والتي يحمل لواءها اليوم العديد من الجهات حول العالم، والتي عبّرت عن مدى تطرُّفها طفلة أمريكية مسيحية اسمها ماري ماجنوسن (12 عامًا) كانت ضمن زوّار المركز، إذ قالت: (لو قال أحدهم هذه الأقوال في مدرستي، لأُستدعي إلى مكتب المديرة!). إنه سوء استغلال لموجةٍ من الكراهية المبنيّة على صناعة الخوف والقلق والرعب، وهو ما لا يليق بطفلةٍ في مدرسة، فضلًا عن جهاتٍ يُمثِّلها أشخاص بالغون؛ يُفترض فيهم أن يكونوا راشدين عاقلين. خلاصة القول: إن هذه المراكز تمارس دور (المدافعة) التي قال عنها الحق تبارك وتعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض). salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :