مهنة جمع القمامة ونظافة الشوارع مهنة شريفة، ومَن يقوم بها يُطلق عليه عامل نظافة، ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يوصف متسولا، لأنه يستطيع أن يكسب لقمة عيشه بنفسه، وهو شاب أو مقتدر بدنيا، ويُصنَّف البعض منهم على أنهم من المساكين الذين تنطبق عليهم بعض مصارف الزكاة، ولكن في كل الحالات لا يمكن اعتبارهم فقراء أو متسوّلين. تبادل الناس -في مواقع السوشيال ميديا- مبادرة كريمة من الشعب السعودي المتعاطف مع عامل نظافة، صوّره أحدهم وهو ينظر إلى أطقم الذهب في متجر للمجوهرات، وكان التعليق الذي نزل في البداية جارحا، وهو يتهكم عليه، بألا ينظر إلى شيء لا يطوله، ولا يناسبه، فتفاعل الناس معه، وأهدوه أطقما ذهبية، ومالا، إكراما لخاطره، ورفعا لشأنه. نحن أمام حالة إيجابية ومُشجِّعة، وتُظهر أن فينا أُناسا محترمين يُكرِّمون المقيمين، ويُحسنون وفادتهم، ويُقدِّرون دورهم الإيجابي في تنمية بلادنا، ومع ذلك تظل هناك أسئلة مفتوحة، تستحق النظر، والتأمل. لكن الجانب السلبي لها، هو أمران: الأول، معاملة عمال النظافة أنهم فقراء أو متسولين يعني أننا سوف نفتح بابا كبيرا للتسوُّل لن يُغلق، فكل عمال النظافة يريدون الحصول على الصدقات والإكراميات، والزكوات، مما يعني مضاعفة دخلهم، ومضاعفة الإيرادات التي تصل لهم بدون رقابة وبدون حساب، وسوف تتفوق على قيمة رواتبهم فيبدأون في تفضيل مهنة التسول عن مهنة الخدمة في النظافة. الأمر الثاني، أن هؤلاء موظفون للقطاع الخاص، ويتسلمون رواتب وفق عقودهم، والذي يميزهم هي البدلة الزرقاء التي يلبسونها، وبالتالي يصبح من السهولة لغيرهم من المحتالين لبس مثل هذه البدلة والتسول بها، أو يستغلهم عصابات تسول خارجية، لاستدرار عطف الناس. # القيادة_نتائج_لا_تصريحات كلما احترمت القرارات التي تتخذها، كلما قلَّت حاجتك أن يحترمها غيرك.
مشاركة :