نصف الحقيقة الآخر \بقلم منذر الأسعد \ التعفيش والتفييش..

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

تكسر الزجاج في قصر بشار الأسد بتأثير صواريخ «إسرائيلية» ضربت مطار المزة العسكري، والذي يبعد عن قصر السفاح أقل من 3 كيلو مترات.. وتؤكد أبواق التشبيح أن بيشو وحسن زميرة حليفه في شركة الممانعة الكبرى لتجارة طريق القدس، يرغبان في الانتقام من العدو - كما جرت العادة فهما كما يعلم الجميع لا يترددان لحظة في تأديب نتنياهو كلما سوَّلت له نفسه المساس بسيادة العائلة الأسدية هههههههه - لكن التأخر الاضطراري نتج عن مشاغل أكثر أهمية، فنصر الله مشغول بمحاربة الفنانة فيروز في الجامعة اللبنانية، حيث قام أزلامه بمنع زملائهم من الاستماع إلى أغنيات لأكبر اسم فني في تاريخ لبنان. وجيش بشار مشغول بالتعفيش، وبشار نفسه متوتر لأن «التعفيش» تجاوز كل الحدود، وتصاعد رائحته العفنة أجبر حتى الأبواق المأجورة مثل قناة الميادين لغسان بن جدو على استنكاره.. والتعفيش كلمة لن يعثر عليها مخلوق إلا في سوريا على شرط ألا يتجاوز في البحث نصف القرن الأخير، لأنها من بنات القاموس الأسدي المليء بالقبح والمختص بالتزوير والتلاعب بالألفاظ. ومعنى التعفيش: السرقات التي يقوم بها «الجيش العربي السوري» لمنازل المواطنين، الذين يكونون قد غادروها بفعل القصف الوحشي بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية والدبابات.. وهذه الخصلة الوضيعة لم تعرفها سوريا قبل تسلط عصابات الأسد التي قامت بإفراغ الجيش السوري من محتواه وإعادة تركيبه كي تصبح مهمته الوحيدة ذبح السوريين العزل وسرقة ما يبقى من ممتلكاتهم. كانت البداية لهذا الإفساد الرسمي في لبنان عندما غزاه جيش حافظ تلبية لأوامر واشنطن وتل أبيب، لطرد المقاومة الفلسطينية من لبنان.. كان القتلى من اللبنانيين والفلسطينيين وأكثرهم مدنيون، وبعد أن «ينتصر الجيش العقائدي» عليهم، يُغِير الأشاوس على المنازل لنهب محتوياتها ونقلها إلى سوريا، لاستخدامها في بيوتهم أو بيعها في السوق! وكانت مأساة حماة - 1982- الحقل التدريبي الثاني لعصابات الأسد، لكن «إبداعاتها الكبرى» تمت خلال الثورة السورية الراهنة، منذ ربيع 2011م حتى الآن. ولذلك انتشرت في مناطق سيطرة بشار أسواق تسمى بوقاحة طائفية: أسواق السُّنَّة!! فالمسروقات كلها من بيوت أهل السنة، العدو الوحيد لعصابات بشار التي تتاجر بالممانعة ههههههههه. * * * «كان سليمان شريفاً جداً وأتحدى أن يكون أخذ ولو قلماً، أو خرقة بالية، من أي منطقة دخلها.. خسرنا رجلاً شريفاً آخر يستحق تنهيدةً عميقة تكفي ليتابع رجاله الشجعان الطريق بعدها…». تلك هي العبارة التي رثى فيها ضابطٌ في قوات النظام زميلَه الملازم الأول «سليمان غانم»، وتغنت بها العشرات من الشبكات الإعلامية الموالية!! هذا المنشور في صفحات الشبيحة يعني أن الضابط الذي لا يقوم بالتعفيش شخص استثنائي!! فالأصل هو السرقة التي تم توثيق عشرات منها بالصوت والصورة على أيدي لصوص الاحتلال الأسدي أنفسهم، لأنها موضع فخر عندهم!! * * * لكن هذا الإجرام الذي أتحدى أن يكون له مثيل في التاريخ كله، لا يقف هنا، فمحترفة البغاء لا ترتاح إلا بأن تفتري على الشريفات أنهن بغايا!! فالشبيح العبد فارس الشهابي - يبقى عبداً لأنه من أصول سنية - قال بصفاقة لم يهبط إليها بنو قريظة: إن المسلمين خسروا في موقعة أُحُد بسبب «التعفيش»!! وقوبلت وقاحته بسيل من شتائم الناشطين السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبلغ تعليق رفيع قرأتُه رداً عليه: «التعفيش يا ابن الأكابر هو سرقة بيوت المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل من قِبَل الذين أقسموا على أنهم سيحمونهم، ولا علاقة له بالغنائم التي يغنمها جيش من جيش آخر خلال المعركة. التعفيش خيانة للأمانة وليس خطأ في توقيت جمع الغنائم. والتعفيش سيبقى وصمة عار لأجيال قادمة وسيذكره التاريخ!». وفات المعلق الفاضل أن عصابات الأسد وأذنابها معذورون لعدم فهمهم مصطلح «الغنائم»، فهذه تخص الجيوش التي تدافع عن دين أو شعب أو أرض!! وأما العصابات العميلة فلا تعرف سوى الاسترجال على الشعب الأعزل، ثم الاسترجال على ممتلكاتهم بعد تشريدهم بمساعدة قطعان من روسيا وإيران والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان.... * * * وأما «التفييش» فمصطلح آخر من القاموس الأسدي الآسن نفسه.. وهو متصل بالعصابات التشبيحية التي اختطفت اسم وتاريخ الجيش السوري.. والمقصود بالتفييش: أن ينقطع العسكري عن قطعته العسكرية طول مدة الخدمة الإلزامية.. وذلك في مقابل مبلغ شهري كبير يدفعه للضابط المسؤول عنه.. ويختلف المبلغ بحسب الوضع المالي لعائلة العسكري. * * * فبالله عليكم: هل سمعتم بجيش يقوم على التعفيش والتفييش، يحمي وطناً؟ وهل من قيادة فيها ذرة من الشرف تبني جيشاً على قتل شعبها وإذلاله ونهبه بالجملة والمفرَّق «القطَّاعي»؟ ولكي تكتمل دائرة الحزن على بلد تسلط عليه مجرمون أحطُّ من أي محتل أجنبي، تعود بي الذاكرة أربعين سنة إلى الوراء، حيث قرأتُ كتاباً بعنوان: التقصير (=بالعبرية: محدال) وهو عبارة عن شهادة حول حرب 1973 كما رآها صحافيون «إسرائيليون» ممن خدموا كمراسلين عسكريين أو ضباط احتياط خلال الحرب. ويركز الكتاب على «تقصير الجيش الإسرائيلي وعيوبه». وما زال في ذاكرتي استدلال المؤلفين على الفساد في جيش العدو، بانتشار ملابس لا تحترق بين عناصر الشرطة العسكرية، مع أنها مخصصة في الأصل للطيارين وأعضاء سلاح المدرعات!! وما يزيد من الأسى أن القوم كتبوا يتهمون جيشهم بالتقصير، في حرب فاجأتْه، لكنها انتهت بثغرة في الجبهة المصرية حوصر فيها ثلث الجيش المصري تقريباً، وانتهت باحتلال 45 قرية إضافية في الجبهة السورية!! لكن المصريين احتفظوا بقسم لا بأس به من الأرض التي حرروها في سيناء.. وأما عصابات الأسد فلم تحتفظ بشبر واحد، بل خسرت مزيداً من الأراضي!! ومع ذلك فحافظ: بطل تشرين «أكتوبر» التحريرية هههههههههههههههههههههههه!!

مشاركة :