لم تكتفِ وزارة التعليم العالي بعدم حلّ مشكلة تواضع مكافأة المبتعثين في الخارج، وعدم كفايتها لتكاليف المعيشة المرتفعة هناك، بل سمحت بظهور مشكلة (أعوص) منها، لكن داخل المملكة، وهي عدم صرف مكافآت مبتعثينا في بعض كلياتنا الأهلية!. فحسب خبر صحيفة المواطن المنشور قبل أيام، لم يستلم أطباء الامتياز في كلية ابن سينا الأهلية في جدّة مكافآتهم الشهرية منذ ٩ أشهر، وكأنّ الغرض من التأخير هو تذكيرهم بحقيقة طبية بأنّ مدّة بقاء الجنين في بطن أمه هي ٩ أشهر!. لا مؤاخذة، كنت أمزح، والشاهد هو أنّ الأطباء قد أُخّرّت عنهم المكافآت، وقُذِف بهم مثل كرة التنس بين الكلية وبين الوزارة، فالأولى تتعذّر بعدم اكتمال الأوراق اللازمة للصرف من الوزارة، والوزارة لا حسّ ولا خبر!. وليس هذا فقط، بل إنّ المكافأة الشهرية المعتمدة من الوزارة هي ٩٢٠٠ ريال، بينما تخطط الكلية لخصم ٢٠٠ ريال منها كأتعاب إدارية، في إجراء نادر وغريب، يدلّ على حالة من ثقافة كل مين إيدو إلو، التي تفعل الجهة معها ما تشاء، بلا حسيب أو رقيب!. فما الذي يجري يا وزارة التعليم العالي؟ إنّ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، في الخارج وفي الداخل، حرص منذ إطلاقه المبارك على مصلحة المبتعثين، وتفريغهم التام للتحصيل العلمي، دون إشغالهم بمشكلات تؤثر عليهم سلبًا، فكيف يحصل عكس ذلك؟ فضلًا عن كون أطباء الامتياز قد تجاوزوا مرحلة الدراسة النظرية وهم أشبه بأطباء حقيقيين يداومون دوامًا وظيفيًا كاملًا، ومكافآتهم هي فعليًا رواتب لا ينبغي تأخيرها لـ ٩ دقائق فضلًا عن ٩ أشهر!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة على الوطس آب، تقول فيها: إنّ بعض هؤلاء الأطباء يُعيلون أسرًا كاملة، ومنهم متزوجون، وقد اضطرّ بعضهم للعمل في مهن متواضعة، لئلا يقترضوا أو يستمروا عالةً على ذويهم، فهل يُرضيكِ هذا أيتها الوزارة؟. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :