الإخوان المسلمون نواة الإرهاب القطري منذ الستينات كيف أضحت قناة «الجزيرة» بوقا داعما للأصولية والإرهاب؟ دعم قطر للإرهاب يصل الى الشيشان وفرنسا موقف «ترمب» يفضح تخاذل إدارات أمريكية سابقة “إن دولة قطر للأسف لديها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوي عالي جدا… وفي أعقاب القمة توحدت الدول، وتحدثنا بشأن مواجهة قطر، وعلينا أن نوقف تمويل الإرهابيين، ولذا فقد قررت مع وزير الخارجية وكذلك جنرالات الجيش الأمريكي دعوة قطر لإنهاء تمويلها للإرهاب” بهذه الكلمات كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ينهي قول كل خطيب ويضع النقاط علي الحروف، مقررا واقع حال لطالما تسبب في شكوى العديد من دول المنطقة، إذ كان الجميع يدرك إدراكا تاما بالمعلومات الموثوقة، الدور التخريبي والهدام الذي تلعبه قطر في دعمها لكل جماعات الإرهاب الأيديولوجي والعملياتي على الأرض. كيف وجد الإرهاب طريقة الحديث عن تاريخ قطر الطويل مع الإرهاب يحتاج إلي كتب قائمة بذاتها، ولا يكفي المسطح المتاح للكلام، غير أنه باختصار غير مخل يمكننا القول أن ما جري علي الأرض القطرية، يكاد يكون مصادقة قدرية لا يد للقطريين فيها أول الأمر، مصادفة تبين لنا أن جماعة “الأخوان المسلمين”، كانت ولا تزال الحاضنة الأكبر والأخطر للإرهاب. بقلم ـ إميل أمين جرت المقادير في أوائل ستينات القرن الماضي بصدام كبير بين نظام جمال عبد الناصر في مصر وجماعة الأخوان، وساعتها فضل نفر كبير من القيادات الفكرية والإيديولوجية للجماعة الفرار من المواجهة واللجوء إلي الدوحة، في رهان علي الطبيعة الفطرية الطيبة للشعب هناك. لم يكن يدر بخلد القطريين أن الأخوان يحملون مشروعهم الفكري الأخواني معهم أينما ذهبوا وحيثما حلوا، ولهذا دون أن يعي القطريين سرب الأخوان أفكارهم إلي أجيال من شبابهم ، عبر مؤسسات تعليمية واجتماعية، ترفيهية وإعلامية، وعبر تبوأهم مراكز متقدمة في دولاب الدولة، كان من الطبيعي أن يجد الفكر المخترق من قبلهم له أعوانا، وبعد عدة عقود صار البعض من كبار رجال الحكم هناك في مقدمة الصفوف الداعمة للإرهاب. إرهاب قطر والتقارير الدولية هل خيل للقطريين أن العالم غافل عنهم؟ في العام 2014 صدر تقرير عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن لكاتبه “دافيد وينبيرغ” وفيه تحليل وتفصيل كامل وشامل عن تمويلات قطر للجماعات الإرهابية وبالأسماء، لاسيما أسماء بعض من العائلة الحاكمة في قطر الذين اسبغوا حماية، ووفروا مأوي وملاذا لعدد بالغ من الذين تراهم الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيين أياديهم ملوثة بالماء، وقد أهملت الدوحة عمدا مراقبتهم ومتابعتهم، بل لم تقف سدا أو حدا في استمرار تقديمهم الأموال لداعش ولخوراسان والنصرة والقاعدة في العراق وسوريا، أما عن الأخوان المسلمين فحدث ولا حرج إذ تراهم صباح مساء كل يوم ينعقون ويزعقون عبر شاشة الجزيرة “بوق الأصولية والتطرف” الأول في المنطقة العربية، والذي كان أداة للتواصل مع تنظيم القاعدة بنوع خاص. الجزيرة منبر قيادات التطرف والأصولية والمحرضين على الإرهاب .. وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي الجزيرة بوق الأصولية والتطرف في كتابه المعنون “قطر وإسرائيل ملف العلاقات السرية”، يحدثنا الدبلوماسي الإسرائيلي “سامي ريفيل” الذي عاش وشاهد وخبر ما يجري في الداخل القطري، عن الأدوار الخطيرة التي لعبتها القناة التي أضحت لها دوله، وكيف أنها أرادت أمساك “الثور من قرنيه”، كما يقال، ولهذا تجاوزت دورها الإعلامي أو ألأخباري المنوط بكل وسيلة أعلام، إلي المحرض والمشجع علي العنف والإرهاب. لم تولد الجزيرة الغضب عند العرب أو دول الخليج أو مصر فقط، بل فعلت ذلك لدي الولايات المتحدة الأمريكية، سيما في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن ، والعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق، حيث ساد انطباع في واشنطن بـأن القناة تقود خطا لإفساد جهود الحرب علي الإرهاب، ويتم استخدامها كأداة لنشر الدعاية التي تمس بالمصالح الأمريكية. كانت الجزيرة خادمة أيديولوجية لتنظيم القاعدة في الحل والترحال، وعلي غير المصدق العودة إلي ما جاء في كتاب “في طريق الأذى.. من معاقل القاعدة إلي حوان داعش”، للكاتب الصحفي، والإعلامي في قناة الجزيرة لسنوات طوال “يسري فوده”، والذي تطاله اتهامات كثيرة حول دوره كوسيط بين قطر ممثلة في الجزيرة ، وبين أفراد القاعدة في فترة كمونهم في أفغانستان وباكستان. حمد بن خليفة ورعاية الإرهاب علي أي مستوي رعت قطر الإرهاب والإرهابيين ماديا ومعنويا، هل علي مستوي تبرعات العوام من القطريين أم علي مستوي الأمير السابق نفسه وبعض من كبار رجال الدولة هناك؟حمد بن خليفة إحدي روايات يسري فوده الموثقة في كتابه، والتي تتناول أبعاد العلاقة المشبوهة بين الطرفين، تخبرنا أن قادة تنظيم القاعدة طلبوا ذات مرة أموالا من قطر عبر الجزيرة، وعندما أبلغ بذلك رئيس مجلس إدارتها في ذلك الوقت “حمد بن تأمر آل ثاني” طلب منه أن يقابله في مطعم وسط لندن… القصة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ كانت المفأجاة الكبري تتمثل في أن فودة – وحسب روايته – قد فوجئ عند دخوله المطعم بوجود أمير قطر “حمد بن خليفه” الذي سأله عن المبلغ وأبدي رغبته في دفعه للتنظيم مقابل بث لقاءات قادته عبر قناة الجزيرة، الأمر الذي سبب صدمة واندهاشا للمذيع نفسه. رعاية قطر للإرهاب والعائلة المالكة بنوع خاص لم تكن لتغيب عن أعين الأمريكيين منذ وقت طويل يعود إلي عام 1995 عندما انقلب الابن علي أبيه، في ذلك الوقت كان وزير الداخلية القطري “عبد الله بن خالد آل الثاني” يمتلك مزرعة في شمال قطر يأوي فيها مجموعة كبيرة من العناصر المتطرفة من كافة أرجاء الوطن العربي. علي أن أخطر رجل كان يمثل ذراع الإخطبوط القطري الداعم للإرهاب يبقي “عبد الرحمن النعيمي، والذي يعد الممول القطري الأول للإرهاب حول العالم، وقد اعتبره الأمريكيون حلقة الوصل بين بلده وبين تنظيم القاعدة علي نحو خاص، والكارثة في قصة هذا الرجل أنه كان أشبه بالآله الروماني “جانوس” ذي الوجهين، فقد كان النعيمي يجمع التبرعات ويعمل مع جماعات حقوق الإنسان في الظاهر، وفي الخفاء كان يقوم بتحويل ملايين الدولارات إلي الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سورية والعراق ويتردد أنه يقود عمليات إرهابية بذاتها في داخل أوربا. الإرهاب القطري من مصر إلي ليبيا هل القول بأن الدور الإرهابي لقطر يقتصر علي مصر وليبيا قول سديد؟ بالقطع المدي الأثم يتجاوز ذلك إلي بقية دول المنطقة ولعل التسجيل المسرب لحمد بن خليفه ونواياه تجاه المملكة العربية السعودية، وشهوات قلبه السوداء تعكس ذلك. غير أن الإرهاب الاقطري لعب ولا يزال دورا خطيرا من مصر إلي ليبيا وصولا إلي اليمن. والمؤكد أن كل دولة من الدول الثلاث تحتاج لتحليل شاف واف، فمصر تعد الدولة التي أبطلت نتائج الربيع العربي المكذوب الذي روجت له قطر عبر أذرعها الإعلامية وقد جاءت ثورة المصريين علي الأخوان لتوجه لهم لطمة بل صفعة قوية مدوية حتي الساعة لم يفيقوا فيها. كانت كوادر الأخوان في الدوحة تهئ الأجواء لتكون القاهرة منطلقا لإرهابهم حول الشرق الأوسط، وفيما بعد 30 يونيو صب الأخوان بمباركة آل ثاني جام غضبهم وقذفوا حمم براكينهم علي المصريين من خلال دعم ما تبقي من جماعات إرهابية تابعة لهم في الداخل، وهذا ما رآه العالم عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث أحرقوا دور العبادة والمؤسسات الحكومية بتمويل وتخطيط وأوامر صادرة من قطر. الدعم القطري للإرهاب يتصل كذلك بليبيا، وهنا لابد من الإشارة إلي تصريح محمد بن ناصر السفير القطري في ليبيا والذي قال ذات مرة “لابد أن يتذكر قادة ليبيا أنه لولا الشيخ حمد بن خليفه لما انتصرت الثورة في ليبيا”. هل كان الرجل يتحدث عن الدور التخريبي والتدميري الذي خططت له قطر بالنسبة لليبيا والليبيين؟ يمكن أن يكون ذلك كذلك بالقول وبالفعل، فقطر قدمت المأوي لإرهابيين أصوليين ليبيبن من عينة “الشيخ علي الصلابي” القيادي الأخواني البارز، عطفا علي اثنين من أخطر أعضاء القاعدة العاملين في أفغانستان من قبل عبد الحكيم بلحاج وسفيان بن قمو هل كان لقطر أن تكف يد إرهابها عن اليمن؟ هنا الإشكالية تأخذ أبعادا مغايرة، فالدعم المالي والعسكري الذي تقدمه الدوحة للحوثيين والمخلوع صالح يتصل بإيران اتصالا مباشرا لا غش فيه، ويسعي إلي دعم أجندتها العدائية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما المملكة العربية السعودية من جهة، ويكرس ويعزز هيمنتها سواء في الخليج العربي أو بقية دول الشرق الأوسط، وفي الحالتين يسعي الدور القطري لفرض إيران كمعطي لا بديل عنه في المنطقة. هل قطر بعيدة عن داعش؟ أحد الأسئلة المحورية في هذه القراءة الأولي للمشهد القطري في تقاطعاته وتجاذباته مع الإرهاب…هل قطر بعيدة عن المشهد الداعشي ؟ عام 2014 صرح وزير التنمية الألماني في حوار مع شبكة “ZDF” الإخبارية، بأن قطر تمول الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، تلك التي ترفع راية داعش صباح مساء كل يوم، ما يعني ان علاقة قطر بداعش لم تكن لتغيب عن أعين الاستخبارات الألمانية، أحد أهم الأجهزة العاملة والفاعلة في الشرق الأوسط، والتي رصدت احتضان قطر للجيش الالكتروني لداعش، ووصفت الدوحة، بأنها أكبر حاضنة لحسابات أنصار التنظيم الإرهابي علي شبكات التواصل الاجتماعي. أما عن وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أظهر تحليل حسابات “تويتر” لتنظيم الدولة الإسلامية ان 50% من تغريدات قطر تدعم وتساند التنظيم. علي أن التمويل المالي لداعش لم يكن بدوره خافيا علي أعين العامة والخاصة، وأن أتخذ دوربا ملتوية، وظلت الاستراتيجية واحدة، والهدف عينه، لا يغيب عن أعين ناظريه. كانت الدوحة ولا تزال تعمد إلي أسلوب “دفع الفدية” في محاولة منها للظهور بمظهر من يضحي لإنقاذ الأبرياء، في حين أنها كانت داعمة للإرهابيين”. أحد التقارير المثيرة التي حصلت عليها وكالة الأمن القومي الأمريكي “NSA” والتي تراقب المجالات الالكترونية حول العالم، ومنها التحويلات المالية، تتحدث عن أربعة بنوك بعينها حول العالم تقوم قطر من خلالها بتحويل أكثر من 50 مليون دولار شهريا، وعليه فإن الرئيس ترامب لم يكن يتحدث من فراغ عن تاريخ قطر الطويل في دعم الإرهاب. علي أن القصة الأخيرة التي استدعت قيام مصر بمطالبة مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في علاقة قطر بتمويل داعش، تتعلق بدفع فدية تصل إلي مليار دولار لمنظمات وثيقة الصلة بداعش في العراق، بذريعة أطلاق سراح أعضاء مخطوفين من الأسرة الحاكمة. من الشيشان إلي فرنسا… إرهاب قطر هل دعمت داعش الارهاب في اماكن اخرى حول العالم بعيدا عن الشرق الاوسط؟ عند الكاتب والمحلل السياسي الروسي “أوليغ يغوروف” أن لدي موسكو تاريخ معقد من العلاقات مع الدوحة، ففي عام 2004، قام عملاء من القوات الخاصة الروسية باغتيال “زيلمخان باندراييف”، في الدوحة، والرجل هو أحد قادة الانفصاليين الشيشان الذين كانوا يختبئون في قطر وكانت السلطات القطرية توفر لهم درجة عالية من الإمان والحماية.زيلمخان باندراييف ولعل الروس علي نحو خاص يدركون أبعاد الأيادي القطرية السوداء في داخل سوريا، ولهذا قال بوتين أنه لن يستقبل وزير خارجية قطر في زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو. عطفا علي ما تقدم فإن بعض المعلومات تشير إلي أن قطر تحاول أن تدس أنفها في الشأن الفرنسي، لاسيما في مناطق الضواحي، عبر الحديث عن تمويل عدد كبير من المشروعات هناك، الأمر الذي تنبه له المنظرين لطروحات وشروحات الإسلام السياسي في أوربا وفرنسا تحديدا من إمثال الباحث الفرنسي الشهير “جيل كيبل” والذي أورد في دراسة له عنوانها :” ضواحي الجمهورية” ما نصه :” الاستثمارات القطرية لن تحقق العائدات المالية، أنهم يشترون النفوذ، ووفقا لبيانات موثوقة يمكن الاعتماد عليها، تبلغ الاستثمارات القطرية في فرنسا نحو 22 مليار دولارـ ولا تقتصر علي أطراف الجمهورية بل تنتشر عبر إرجاءها الواسعة. عن مستقبل الإرهاب القطري ثم ماذا عن مستقبل الإرهاب الذي تدعمه قطر؟ هذا هو السؤال الذي تنتظر واشنطن وعواصم العالم السماع لجواب عنه من قطر ومن الأسرة الحاكمة هناك… والمؤكد أن العالم لن ينتظر طويلا أو ستنطلي عليه آلاعيب تسويف الوقت التي تقوم بها قطر، في رهان علي أن الأزمة سوف تهدأ ، لاسيما وأن الدول المقاطعة قد أصدرت لائحة علي رأسها أفراد ومنظمات تأويهم قطر.ترمب وتميم .. علاقة غامضة والثابت أنه وحتي كتابة هذه السطور، لا يبدو أن قطر راغبة في تعديل دفة مسارها، وتعتبر أن كافة المطالبات العقلانية والموضوعية بمثابة تدخل في شئونها والاعتداء علي سيادتها، كما أن سياساتها الداعية لاستجلاب قوي خارجية عسكرية، لا تشئ بأن هناك تحويلا جذريا يمكن أن ينشأ علي الموقف القطري عما قريب. علي أن علامة استفهام حقيق بنا أن نتوقف أمامها ماذا تعني تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الإرهاب القطري؟ يمكننا القطع بأن موقف ترامب يفضح تخاذل إدارات أمريكية سابقة، بدءا من زمن بيل كلينتون وبوش الابن، مرورا بباراك أوباما، ذلك ان تلك الإدارات علمت وعاينت دعم قطر للإرهاب، وصمتت عليه طويلا، بسبب أتساق ذلك الدور مع خطط أمريكا السابقة للمنطقة، فهل يؤذن موقف ترامب بتغييرات جذرية في المشهد الشرق أوسطي، ومعاقبة قطر علي إرهابها في القلب منه؟ أخبار ذات صلةإميل أمين يكتب: «كوشنير» الصهر هل يقود لعزل «ترمب» الرئيس؟إميل أمين يكتب : قطر .. لماذا فضلت الخيار شمشون… إميل أمين يكتب: التغير المناخي … من ينقذ الأرض بعد…إميل أمين يكتب: ترمب وفرنسيس من واشنطن الى الفاتيكان..عن جدلية…إميل أمين يكتب : الشرق الأوسط عشية زيارة ترامب …تحديات…
مشاركة :