رزقنا الله تعالى نعماً عظيمة وفضائل عديدة لا تعد ولا تحصى ويسر لنا طريق الهداية بكتابه العظيم الذي أرشدنا إلى الصواب وعلمنا أحكاماً وعبادات جليلة من أهمها عبادة الصيام، فهي العبادة التي تزكي النفوس وتُهذب الأخلاق وتُدرب العبد على الطاعة وتصل به إلى درجة التقوى، فلما فرض الله تعالى الصيام ختمه بقوله عز وجل: ( لعلكم تتقون ) والتقوى هي الدرجة التي ينال بها العبد قبول عمله من رب العالمين.ومن أعانه الله تعالى في شهر الصيام على التقوى والإخلاص في العبادة وجب عليه أن يشكر ربه، والشكر بالاستمرار في طريق التقوى فيُجاهد المسلم نفسه ولا يتوقف عن الطاعة في سائر الأوقات وجميع الشهور ويحرص على الأعمال الصالحة من تلاوة القرآن وصلاة وصيام وصدقة، فلا نفارق الطاعات برحيل شهر رمضان بل نجعل من هذا الشهر العظيم زاداً لما بعده من شهور ونُسارع في الخيرات قبل أن تتغير النفوس وتتقلب القلوب، ومن بادر في فعل الطاعات واجتنب المنكرات رزقه الله تعالى البركة في الدنيا والآخرة ونال من ربه فضلاً كبيراً، فلا نجعل هذه الأيام بما حملته من بركات تتوقف بعد انتهاء أيام رمضان ولكنها تستمر بأعمالنا حتى لو انتهت أيامها، والمؤمن يكثر من الدعاء بقبول عمله كما كان الصحابة يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم، وعسى الله أن يتقبل منا ومنكم ويجعلنا من عباده المتقين.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com
مشاركة :