تقول السائلة: ما المراد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي» فهل للعمرة في رمضان خصوصية عن بقية الشهور؟ ولكم الشكربسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد:زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة سُنّة لها فضل عظيم ففي العمرة تكفير للذنوب، يقول رسول الله في الحديث الشريف: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» متفق عليه، ويستحب للمسلم أن يكثر من العمرة فيكرر زيارته إلى بيت الله الحرام أكثر من مرة في السنة لينال الأجر على تلك الزيارة ويكفر من السيئات.وثواب هذه الطاعة مضاعف في رمضان فقد رغّب رسول الله في العمرة وبين أن فضلها في هذا الشهر المبارك يتميز عن بقية الشهور فهي تعدل حجة في الأجر والثواب، فعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحج معه: «عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي» متفق عليه، وفي رواية: (عمرة في رمضان تعدل حجة) رواه أحمد والترمذي، فقد دل الحديث الشريف على فضل أداء العمرة في رمضان، والعدل هنا في الثواب فقط وذلك للترغيب فلا تغني العمرة عن الحج ولا تجزئ عنها، وذلك كما في الحديث الشريف الذي قال فيه: «من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجّة وعمرة» رواه الترمذي، فمن صلى الفجر في جماعة وجلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس له أجر كبير كأجر الحج والعمرة، وقد أشار الحديث الشريف إلى الأجر والثواب المضاعف، والله تعالى أعلم.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com