يتسرّب كثيرٌ من المهندسين الحكوميين من جهاتهم للعمل في شركات المقاولات والاستشارات الهندسية!. وهناك أسباب عديدة لهذا التسرّب، لكنّ أهمّها هو تواضع الحوافز المادية في الجهات الحكومية مقارنة بالشركات التي تدفع أكثر بأضعافٍ مضاعفة!. لكن ليس هذا بيت القصيد هنا، بل هو أنّ فساداً قد يحصل وراء التسرّب؟ خصوصاً لو كان التسرّب للشركات ذات العلاقة بعمل الجهات، إذ لولا هذه العلاقة ما عرفت الشركات المهندسين المتسرّبين، وما قدّمت إليهم عروضها الوظيفية التي يسيل لها اللعاب، وهناك من المهندسين من يعرضون أنفسهم على الشركات خلال عملها مع جهاتهم، وهذا استغلال صريح لوظائفهم، وهو فساد صغير يصبح كبيراً إذا ما عرفنا أنّ التسرّب لا يتمّ بين عشيةٍ وضُحاها، إنّما يستغرق شهوراً من المفاوضات الوظيفية، أو بانتظار موعد تقاعد المهندسين أو الاستقالة من جهاتهم، وفي خلال هذه المدّة تطغى المجاملات بين المهندسين والشركات لحميمية الارتباط بينهم في المستقبل القريب، فيراعون مصالحها بلا وجه حق، أو يتساهلون في تنفيذها لواجباتها التعاقدية، خصوصاً في الجودة ومدّة التنفيذ، أو يتغاضون عن أداء كافة التزاماتها، ممّا ينتج عنه خلل في المشروعات، والسح الدح أمبو، مع الاعتذار للمطرب الشعبي أحمد عدوية!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب، تقول فيها أنّ عدم إقرار كادر جديد ومناسب للمهندسين الحكوميين بدأ يلقي بظلاله الخطيرة، وما التسرّب، إلّا أحدها، وقد تخلو الجهات الحكومية من الكفاءات ذات الخبرة الكبيرة، وسيميل التوازن المطلوب في الخبرة لصالح القطاع الخاص، وستتأثر المشروعات تبعاً لذلك، فهل إلى كادر جديد للمهندس الحكومي من سبيل، بحيث يُحسّن وضعه، ويُبعد عنه شبح فساد محتمل أو تسرّب بسلبياته الأكثر من إيجابياته!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :