أنا، وأعوذ بالله من كلمة (أنا) التي فيها عجرفة، أعرف أنّ مرض السكّر قد يُصيب النساء الحوامل خلال فترة الحمل، فيلتصق اسمه بهنّ، ويُقال له: سكّر الحوامل!. وأعرف أيضاً أنّ هناك سوراً في حيّ الفيصلية في جدّة، يبلغ طوله حوالي 5 كيلومترات، وتمشي الحوامل على الرصيف المهترئ الذي يلفّ حوله، في أواخر أيّام حملهنّ استعداداً لمعركة المخاض والولادة، ولهذا التصق اسمه بهنّ، ويُقال له: سور الحوامل!. أعرف هذا وغيره من أسماء الأشياء التي تلتصق بالحوامل، لكني لم أكن أعرف أنّ الفساد هو أحدها، حتى قرأتُ بحثاً أجرته جمعية أسترالية تقول فيه أنّ نَهَم الإنسان لا يبدأ معه في الكِبَر بل في الصِغَر، وتحديداً مع مراحل تكوينه الأولى، أي وهو جنينٌ في بطن أمّه، لم ير نور الشمس الطبيعي، أو نور المصباح الكهربائي الذي اخترعه توماس أديسون!. وربط البحثُ ذلك بتناول الحوامل لكميات كبيرة من الغذاء، بما يُصيب الأجنّة بِنَهَم غذائي يستمرّ معهم لما بعد الولادة، وربّما لبقية حياتهم، ويتأصّل فيهم الشعور بأنّ الغذاء هو مكافأة لهم، وأنّ عليهم أن يأكلوا منه أكثر وأكثر كي يشعروا بالرضى والسعادة!. وليس هذا فقط، بل أنّ من الممكن جداً أن يتحوّل النهم الغذائي لنهم أشياء أخرى غير الغذاء، منها المال والثراء، ولو بطريقة غير مشروعة!. يا خبر أسود، هذا يعني الفساد، وهو افتراء مُبين على الحوامل، وأظنّ وراء تلك الجمعية، مافيا عالمية من الفاسدين، قد خططّت لنشر البحث كي لا تدرس الحكومات أسباب حصول الفساد الحقيقية، وتستأصلها من جذورها، ولم يجد الفاسدون سوى المرأة المسكينة ليٌلصِقوا بها سبب حصول الفساد، وفي ماذا؟ في أهمّ مراحل حياتها، ألا وهي الحمل، فاهرعن سيّداتي الحوامل لتبرئة أنفسكنّ من هذه التهمة العظيمة، فالفاسدون مثل المنشار، يأكلون وهم نازلون، بينما يُبْعِدون عن أنفسهم جُرْم الفساد وهم طالعون، كما يحبّون أن يُحمدوا ويُثْنى عليهم بما فعلوه من شرّ وما لم يفعلوه من خير، وهذا هو أعظم درجات الفساد.. فساداً!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :