نعرف في التاريخ الإسلامي، وفي الشريعة الكثير من الموبقات الشرعية، التي تبطل العمل، ولكن هناك موبقات سياسية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر، بقطاع غزة المحاصر، وماكينة التدمير والقتل الإسرائيلية، التي تعمل عليه اليوم، ومع ذلك خرجت لنا الواشنطن بوست، بخمس موبقات، لا ينبغي أن تخطر على بالك وأنت تقرأ أخبار الدمار والقتل الحاصل للأطفال، والأبرياء في غزة، الموبقة الأولى: أن تعتقد أو تظن، أن أمريكا لم تحاول إيقاف هذه الحرب، وأنها جاءت نتيجة فشل مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في تقريب وجهات النظر بين عباس، ونتنياهو، حول ملف القدس، وملف عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولكن المتطرفين من جانب حماس -حسب وصف الواشنطن بوست- وقتلهم ثلاثة شباب إسرائيليين بوحشية، هو الذي أشعل الغارات الإسرائيلية. الموبقة الثانية: أن نعتقد أن هناك حل عسكري لإنهاء حماس، فهناك ثلاث غارات عسكرية تمت للقضاء على حماس، 2008، 2009، 2012، وكل مرة تخرج حماس بقوة أكثر، وتستعد عافيتها بشكل أفضل، وتكتسب تعاطف العالم العربي والإسلامي، أكثر، وإسرائيل غير مستعدة لتدفع ثمنًا باهظًا اقتصاديًا وعسكريًا، ونفسيًا، وتشويهًا لصورتها في الرأي العام العالمي، بسب احتلال قطاع أعزل محاصر مثل غزة. الموبقة الثالثة: وهي الأهم، تقول الواشنطن بوست، الغارات قد تفرز لنا انتفاضة ثالثة، أعنف مما سبق، فقد عانت إسرائيل من الانتفاضة الأولى عام 87-91، والانتفاضة الثانية 2000-2004، التي قد تجعل حماس، ومنظمة فتح تتحدان. الموبقة الرابعة: أن تعتقدوا أن نتنياهو ينتهج العنف ضد الفلسطينيين، عكس سابقيه إيهود أولمرت، وأريل شارون، اللذين كانا ينتهجان العنف الفاحش. الموبقة الخامسة: أن تعتقدوا -مخطئين- أن واشنطن باستطاعتها، أو يجب عليها، إيقاف هذه المجزرة، على رغم انتقاد جون ماكين لحكومة أوباما السلبية تجاه ما يجري، لكن تقول الواشنطن بوست، لا يمكن أن تتدخل واشنطن لوقف القصف، فتقوي جناح حماس، وتضعف بذلك علاقتها، أو بصورة حكومة محمود عباس، بل إن إضعاف حماس هدف إستراتيجي لواشنطن. #للحوار_بقية الموبقات تفسد عادة العمل الصالح وتزج بالشخص في جهنم، لكن موبقات الواشنطن بوست، عكس ذلك، الاعتقاد بصحتها رحمة، وخير، وإحسان، ولكل من يعتقد بها، ويؤمن بها، الأجر والمثوبة في هذا الشهر الكريم. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain