فشلت حماس وانتصرت غزة - د. مطلق سعود المطيري

  • 8/6/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

نقصد بفشل حماس الفشل السياسي وليس العسكري المقاوم، عسكريا معركة حماس في غزة والارض المحتلة وسياسيا معركة حماس في الوطن العربي فمع اطلاق أول صاروخ على إسرائيل اتجهت لعمقها العربي وبالتحديد المصري لتقاوم اتفاقيات القاهرة الدولية والتزامها بالدفاع عن سيادتها مستخدمه بذلك شرف الدم الفلسطسني في إدارة معركتها مع جوارها العربي وقد نجحت في كسب التعاطف المعنوي وخسرت ذخيرتها السياسية وورطها أكثر في هذا العمل جماعة الإخوان والمتعاطفون معها الذين حولوا الحرب على غزة إلى معركة شرعية الرئيس السابق محمد مرسي مع الرئيس الحالي السيسي.. فمصر دولة وليست فصيلاً سياسياً، فمصر الدولة مع التزاماتها الدولية، وهذا ماكان عليه حتى الرئيس السابق محمد مرسي في الحرب الإسرائيلية على غزة 2012 عندما قدم مصر الدولة والتزاماتها على حق الدفاع عن الدم الفلسطيني واستحق على ذلك إشادة دولية وتبرير شعبي بأن ذلك التزام وسياسة مطلوبة.. فحماس في هذه الحرب تريد أن يرى العالم أن جارها السيسي وليس مصر محملته تبعات حربها وخسائرها، فمصر السيسي هي مصر مبارك ومصر مرسي، ومعبر رفح لم يغير مكانه، فقد كانت بيد حماس ورقة مهمة في هذه الحرب وخسرتها عندما تعمدت أن تكون حربها السياسية مع مصر، ونسيت أن مصر لديها خيارات متعددة للتدخل في الحرب على غزة ومنها الاتجاه مباشرة لرئيس الدولة محمود عباس، صحيح أن هذا الخيار ليس شعبياً ولكنه سياسي وقد ذهبت إليه القاهرة بلا تردد وطرحت مبادرتها التي رفضتها حماس بحجة عدم العلم بها مسبقاً مسقطة بذلك خيار رئيس الدولة الفلسطينية لتعزز هيمنتها على قرار الحرب وخياراته، وكان لها ذلك، حماس تعرف مسبقاً أن معركتها العسكرية خاسرة وتحاول أن تكسب معركتها السياسية وهي ستكون نفس نتيجة حربها العسكرية لأن معركتها مع دولة وليست فصيلاً سياسياً. محاولة إبعاد مصر عن الملف الفلسطيني يعد عبثاً لا طائل منه، فمصر لم تختر ولكنها مجبرة بالاحتفاظ بالملف الفلسطيني لأسباب مصرية خالصة وهنا انتصار لغزة التي دفعت القاهرة بدون إعداد مسبق لفحص أدواتها السياسية لتتعامل مع الجديد في هذا الملف، الجديد أن الرئيس المصري رئيس منتخب وجاء للحكم بإرادة شعبية فالمطلوب من الرئيس الاستجابة لهذه الإرادة وفقاً للاعتبارات الديمقراطية، فأي تأثير على هذه الإرادة هو تاثير على الأمن في مصر، فلم يعد الاحتجاج بقضية الأمن احتجاجاً إسرائيلياً بل مصري أيضاً، ومن يحدد ذلك هو الإرادة الشعبية وليس الرئيس، فإسرائيل ملزمة وفق هذا التغيير باتخاذ الإجراءات الضرورية لاحترام أمن مصر، فهي دولة وتعرف كيف تتعامل مع هذا الاعتبار جيداً، وأي ضعف في احترام إرادة الشعب سيكون الرد مختلفاً، وهذا مافشل به مؤيدو جماعة الإخوان عندما هاجموا الرئيس السيسي وبهذا هم هاجموا الإرادة الشعبية التي جاءت به الى الحكم، تلك الإرادة التي ترى أن حماس جزء من جماعة الإخوان التي ثارت عليها، فكان على حماس بهذه الظروف أن تتجه لمصر كحركة مقاومة فلسيطنية وليست صاحبة ثأر سياسي يريد القصاص، فالذين يطالبون مصر بأن تتجاوز خصومتها مع حماس كان عليهم بأن يطلبوا من حماس عدم نقل معركتها السياسية لمصر.

مشاركة :