لقناة المستقلّة الفضائية، التي تُذاع من العاصمة البريطانية لندن، ولمالكها الدكتور السيد محمد الهاشمي، السبق في إجراء المناظرات العلمية والهادفة، لا التحريضية والتأجيجية، بين السُنّة والشيعة!. والحق يُقال إنّ لهذه المناظرات التي يُقدّمها الهاشمي شخصيًا، طيلة ليالي شهر رمضان الكريم، وحيًا على الهواء، انتشارًا واسعًا، وأعتقد أنّ القنوات الأخرى لم تُفلح في تقديم مناظرات بقيمة رفيعة مماثلة!. وهناك من المشتركين في مناظرات المستقلة، من الأكاديميين، ممّن كانوا مغمورين قبل اشتراكهم فيها، لتأتي المناظرات وتُشْهرهم كثيرًا على مستوى العالم الإسلامي!. لكنّ المناظرات، وللأسف الشديد، احتجبت هذا العام، ولا أعلم السبب؟ هل هو تفاعل وانشغال الهاشمي بتحليل الأحداث المصرية التي أتمنّى ألاّ تتحول لفتنة دامية؟ أو نظيرتها التونسية حيث بلده الحبيب بما فيها من فوضى وإضرابات واغتيالات؟ أم هو يأسه الشديد ورفعه لعلم الاستسلام الأبيض من التقريب بين السُنّة والشيعة؟ أم تُراه الصمم الفكري الذي كان يواجهه من بعض من يستضيفهم في المناظرات؟ ممّا يرفع الضغط والسكّر لدرجات قياسية؟. وأيًا كان السبب أعتقد أنّ احتجاب هذه المناظرات هو خسارة، إذ مهما حاولت القنوات الأخرى من تقديم مناظرات بقيمة مماثلة فلن ترتقي لجودتها وعلوّ كعبها، وهي بحق جامعة تلفزيونية مفتوحة، كما أنها كانت سببًا رئيسًا في اهتداء الكثير من العُوّام للسُنّة النبوية الصحيحة، وعقيدة السلف الصالح، وإعطاء الصحابة وأمّهات المؤمنين رضي الله عنهم حقّهم من الثناء والتقدير، لا شتمهم وسبّهم ولعنهم، وهذا هو الغرض الأسمى من المناظرات والهدف الأهم منها!. فإن حرمنا الهاشمي من مناظراته هذا العام، فأسأل الله أن يمدّ في أعمارنا لشهر رمضان القادم، أو حتى خلال شهور العام، ليُتحفنا بطلّة المناظرات من جديد!. وأهديه بهذه المناسبة بيت شعر قاله شاعر تونس الكبير، أبو القاسم الشابي، مع بعض التصرّف فيه: الكلّ مُصـغٍ يا نجـم ومُتلهّـفٌ طال الانتظار فانطق بِجواب! انتهى بيت الشعر، والكلّ قد أصغى إليك يا هاشمي، وسيُصغي لمناظراتك، فأنت نجم المناظرات، فلا تُطِل علينا الانتظار، وانطق بجواب فيه عودة للمناظرات، وفقك الله لما يحبّ ويرضى!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :